أكد وزير الشؤون الدينية، أحمد عظوم أنه “لا وجود اليوم لجوامع أو مساجد خارجة عن سيطرة الوزارة”، معتبرا أن “الدولة ليست وحدها المسؤولة عن حماية الشأن الديني وتحصين المجتمع من الرجعية والتطرف والإرهاب”.
وقال الوزير في حوار خص به وكالة تونس إفريقيا للأنباء، “من باب المواطنة أن يكون كل تونسي خط دفاع أول ودرع واق ضد مختلف التجاوزات التي قد تحصل في بيوت العبادة”، مشددا على أن “غرس قيم الوسطية والتسامح وقبول الآخر يبدأ من الكتاتيب”.
وأكد في سياق متصل “حرص الوزارة على دعم كفاءة إطاراتها المسجدية التي يبلغ عددها اليوم 19628 إطارا”، مشيرا إلى الشروع في برنامج تكويني متكامل يهدف إلى “رسكلة الأئمة الخطباء والمؤذنين في دورات إقليمية وأخرى تقام بمعهد الشريعة بتونس، حرصا على مقاومة ما وصلت إليه تونس اليوم من “تصحير ديني”، بسبب تهميش الشأن الديني على امتداد سنوات”.
وأضاف أن الإطارات الدينية الموزعة على 5794 جامعا ومسجدا والمتكونة من أيمة وأيمة خطباء ووعاظ ووعاظ مراقبين وغيرهم، “يضطلعون بدور هام في حماية ورقابة دور العبادة وتأمين سلامة المصلين وذلك رغم عدم تمتع جزء منهم بالتغطية الإجتماعية وضعف أجورهم والمنح المرصودة لمختلف أصنافهم، حتى بعد الترفيع مؤخرا في المنحة المالية المسندة للإطارات المتفرغة لتصبح في حدود الأجر الأدنى الصناعي والفلاحي المضمون”.
ولم ينف وزير الشؤون الدينية “وجود تجاوزات وإخلالات في بعض الجوامع والمساجد تصل إلى استغلال الخط الكهربائي والماء وهو ما يبرر، إلى جانب الدواعي الأمنية، غلق هذه الفضاءات بين أوقات الصلوات”، داعيا المواطن إلى “الإشعار بكل تجاوز وإبلاغ الوعاظ المراقبين المحليين أو الجهويين بكل ما من شأنه أن يمس بحرمة بيوت الله”.
وبين أن الوزارة تحرص اليوم، من خلال برنامج تعليمي متوازن يؤمنه 1664 من سلك المؤدبين الأكفاء، من بينهم 965 مؤدبة، على “تجذير قيم المدرسة التونسية الأشعرية التي أعطت أكلها عبر التاريخ واكتسبت شرعيتها من خلال الفكر والممارسة ومكنت من الحفاظ على توازن المجتمعات في شمال وغرب إفريقيا”.
وفي هذا الصدد أعلن عظوم عن إنتهاء وزارته من وضع اللمسات الأخيرة لمشروع تنظيم الكتاتيب وهو مشروع يهم التكوين ومقاييس بعث هذه الفضاءات التي تحتضن الأطفال وشروط التدريس بها، مؤكدا أن “المرحلة التالية تتمثل في التنسيق مع وزارة المرأة والأسرة والطفولة والوزارات ذات العلاقة بالموضوع لمزيد إحكام مشروع القانون”.
ومن جهة أخرى لفت الوزير في حواره مع (وات)، إلى ما ميز شهر رمضان الكريم من أنشطة مكثفة وثرية تجاوزت 113 ألف نشاط وشملت كافة الجوامع والمساجد، مشيرا إلى نجاح الأنشطة الأربعة “الموجهة”، بكل من منوبة وسيدي بوزيد وطبرقة والقصرين وتمثلت في إقامة مائدة إفطار جماعية يحضرها شباب الجهات المعنية والوعاظ والأيمة ومكونات المجتمع المدني ويفتح خلالها “حوار حر ومسؤول حول مسالة الارهاب في علاقتها بالمسالة الدينية ورصد رؤى الشباب بشأن مكافحة الفكر المتشدد”.
وبعد أن أشار إلى البرمجة الخاصة بالجالية التونسية بالخارج والتي تمثلت هذه السنة في إيفاد 13 واعظا وإماما مختصا إلى البلدان التي تشهد حضورا مكثفا للجالية التونسية، على غرار فرنسا وإيطاليا وألمانيا، لاحظ أحمد عظوم أن “الإستعدادات حثيثة الآن في الوزارة من أجل إنجاح احتفاليات ليلة القدر (26 رمضان) والتي ستعرف في دروتها الحالية تنظيم مسامرة رمضان الكبرى حول “أهمية القيم الإسلامية في التوازن الأسري”.
يذكر أن وزارة الشؤون الدينية كانت فتحت باب الترشحات لأداء مناسك الحج، بداية من 9 جانفي 2017 إلى غاية 5 فيفري 2017 وأصدرت القائمات النهائية يوم 8 ماي الفارط، في انتظار انطلاق اللقاءات التوعوية بالجهات بداية من يوم 30 جوان 2017.