أغلق، اليوم الأربعاء، فلاحون بكل من منطقتي العزيمة وسوق السبت وكذلك منطقة المعاريف من معتمدية جندوبة، الطريق الوطنية رقم 6 على مستوى مفترق العزيمة وجسر ملاق، وذلك احتجاجا على الاضرار التي لحقت مزروعاتهم الصيفية جراء الانقطاعات المتكررة لمياه الري وضعف سعة تدفقها ان توفرت.
وحمّل عدد من الفلاحين في تصريحات متطابقة لمراسل (وات) بالجهة مسؤولية الانقطاع واعتماد المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بجندوبة نظام الحصص وانعكاساته على منتوجاتهم الزراعية، على غرار اللفت السكري، والطماطم، والعلف، وغيرها من الخضر، للادارة الجهوية للتنمية الفلاحية بالجهة، معتبرين أن عدم اعلامهم ومنعهم من زراعة منتجات تتطلب كميات مائية تتجاوز 8000 متر مكعب على امتداد دورة نموها تسببت لهم في اضرار وصفوها بالفادحة، فضلا على ان بعضهم بات مهددا بالمحاكم بسبب القروض المتحصل عليها من البنوك ومن الشركات المزودة للبذور والمشاتل.
وقال بشير البراني ( 40سنة) فلاح ان المساحات المزروعة والتابعة له ستتحول قريبا الى غبار وأتربة بسبب ما اصابها من جفاف، فيما اكد فريد عيادي (46 سنة ) فلاح ورئيس سابق لمجمع مائي على ان سوء تصرف الادارة في الموارد المائية هو الذي جعل المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بجندوبة تعتمد نظام الحصص، و اتهم اخرون بعض المسؤولين بعدم تطبيق الشفافية في المناقصات التي يستفيد منها مقاولون لتركيز مضخات او صيانتها.
من جهته، بين رئيس دائرة استغلال المناطق السقوية بالمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بجندوبة، عصام الغزواني، ان نقص الماء بالسدود هو الذي أجبر المندوبية على تطبيق مبدأ الحصص والري بالتناوب بين مناطق العزيمة وسوق السبت والجريف، وان محاولات الاستفادة بمياه سد ملاق لم تجد نفعا نظرا لاقتراب انخفاض منسوبه الى الحد الادني ، مضيفا ان المساحة الزراعية التي تستوجب الري في منطقتي العزيمة وسوق السبت لوحدها تتجاوز 1700 هكتار من اصل 2400 هكتار بعد اضافة منطقة الجريف من معتمدية وادي مليز .
واعتبر ان الكمية المتبقية بسد بوهرتمة والتي لا تتجاوز 50 مليون متر مكعب بمعدل استغلال يبلغ حاليا 1400 لتر في الثانية، غير قادرة على التغطية بالوجه المعتاد، أي أن الكمية المسموح باستغلالها الى موفى أوت من هذه السنة يجب ان لا تتعدى 40 مليون متر مكعب، نصفها لمياه الشرب ونصفها الثاني لاستكمال ري المزروعات على شاكلة التناوب، مقدما للمحتجين مقترحا يتمثل في تقسيم الدورة المائية على 3 مناطق بالتساوي ليصبح بذلك معدل ري الجهة الواحدة يتجاوز يومين في الاسبوع عوضا عن بعض الساعات، وهو المقترح الذي رفض بقوة من قبل الفلاحين المحتجين معللين رفضهم بعدم ثقتهم في الوعود التي كثيرا ما قدمت لهم وبأشكال مختلفة، حسب تعبيرهم.
يشار إلى ان منطقتي العزيمة وسوق السبت معروفتان بزراعة الطماطم، والبصل، واللفت السكري، والعلف الاخضر وبعض الخضروات الاخرى فضلا على امتهان اغلبهم تربية الابقار الحلوب وجميعها منتجات تتطلب كميات معتبرة من الماء.
الوسومأخبار تونس الزراعة الفلاحة في تونس المصدر التونسية تونس تونس اليوم مياه الري وزارة الفلاحة