استنكرت المنظمة “أطباء بلا حدود” عملية تفكيك وإخلاء مخيم الشوشة ببن قردان بالجنوب التونسي يوم الاثنين الماضي بشكل “فجئي”، حسب توصيفها، داعية السلطات التونسية الى إيجاد حل عاجل يحفظ كرامة الاشخاص الذين تم اجلاؤهم من المخيم.
وأفادت المنظمة الطبية الانسانية الدولية في بيان لها تلقت (وات) نسخة منه اليوم الخميس، ان “الاشخاص المقيمين داخل هذا المخيم يعيشون اوضاعا هشة وغير انسانية منذ فترة طويلة والفرق الطبية للمنظمة تتكفل بمتابعة أوضاعهم الصحية والنفسية منذ حوالي السنة”، معربة عن استغرابها من غياب التواصل وعدم اعلامها باخلاء المخيم، الذي سيزيد في هشاشة أوضاع هؤلاء المهاجرين وإقصائهم، حسب تقديرها.
وأضافت انه من بين 46 مقيم بمخيم الشوشة، تم توجيه 35 شخصا الى العاصمة تونس دون اي مرافقة او ارشادات قانونية، مبينة ان فرق “أطباء بلا حدود” قامت، أمام غياب رد سريع من السلطات المحلية والوطنية، بتأمين الدعم العاجل لفائدة هؤلاء الاشخاص من خلال توزيع وجبات غذائية ولوازم واحتياجات أخرى وتقديم الرعاية الطبية والنفسية لهم.
يشار الى ان ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في تونس مازن أبو شنب، قال الثلاثاء الماضي، أن “أربعة لاجئين معترف بهم رسميا فقط، كانوا من بين السبعة وثلاثين شخصا الذين تم اجلاؤهم، أمس، بالقوة من مخيم الشوشة في معتمدية بن قردان من ولاية مدنين؛ أما الباقي فهم لاجؤون غير شرعيين”، مضيفا أنه قد وقع التشاور مع الحكومة لتقديم المساعدة اللازمة لهؤلاء الأشخاص الأربعة، لاسيما و أن وضعية “اللاجئ” معترف بها من قبل كل من الحكومة التونسية والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين.
وكان مخيم الشوشة ببن قردان من ولاية مدنين أقيم سنة 2011 بمبادرة من المفوضية السامية لشؤون اللاجئين لإيواء اللاجئين الفارين من الحرب في
ليبيا، أغلق بصفة رسمية من طرف الحكومة في 30 جوان 2013، بعد أن قدمت كل من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون الاجئين والمنظمة
الدولية للهجرة للمقيمين فيه خيار العودة الى بلدانهم أو الاستقرار في تونس أو إعادة توطينهم في بلد ثالث، وقد استجاب معظم اللاجئين لهذه المقترحات وتلقوا الدعم اللازم في حين رفض البعض مغادرة المكان.