“الاتحاد يلح، النداء يحذر، والنهضة تشترط .. التحوير الوزاري الان لماذا؟” و”المجلس الاعلى للقضاء .. مهام جسيمة وامكانيات منعدمة” و”نتائج متدنية ونسبة ضعيفة جدا .. صدمة الباكالوريا آداب تحير التوانسة” و”الشاهد والمهمة القادمة .. مالذي يجب أن يتغير في العلاقات التونسية الامريكية؟” و”غايته ضرب كيان الدولة .. استهداف الامنيين جريمة سياسية”، مثلت ابرز العناوين التي تصدرت الصفحات الاولى للجرائد التونسية الصادرة اليوم الخميس.
أثارت جريدة (الشروق) استفهاما جوهريا حول الحاجة اليوم الى التحوير الوزاري ومدى تأثره بالتضارب في الرؤى والشروط التي يفرضها البعض مشيرة الى أن ما تتفق عليه أغلب الاطراف السياسية والملاحظون هو وجود أربعة أسباب مهمة توجب تغيير تركيبة الحكومة أولها أن هناك شغورا في بعض الوزارات (التربية والمالية) ومن الضروري سده قبل الاستعداد للموسم الدراسي القادم والشروع في الاعداد لميزانية السنة المقبلة وثانيها أن هناك ضعفا في أداء بعض الوزارات مما يتطلب التدخل لمحاولة وضع الوزير المناسب على رأس الوزارة المناسبة وثالثها أن هناك غيابا تاما للتناغم والتضامن بين بعض الاحزاب الحاكمة تحول الى تبادل الاتهامات مثل ما يحدث بين حزبي آفاق تونس والتحالف الديمقراطي ورابعها أن هناك وزراء تطاردهم شبهة الفساد وهو أمر محرج لحكومة تشن الحرب علنيا على الفساد.
ولاحظت صحيفة (المغرب) في ورقة خاصة أن الاجواء داخل المجلس الاعلى للقضاء تتسم هذه الفترة بالغليان والاحتقان ليس لخلافات بين أعضائه حول مسألة ما بل لانهم مستاؤون من طريقة تعاطي الجهات الحكومية الرسمية مع هذا المولود الجديد حيث لم توفر له الحاضنة المناسبة لنموه وحتى ينطلق في تحقيق أحلام منظوريه والمتمثلة في سلطة قضائية مستقلة والقطع مع المحاباة واللاشفافية في النقل والترقيات وغيرها بالاضافة الى الامكانيات اللوجستية والمادية حتى يعمل القضاة في أحسن الظروف.
وأضافت أنه بالرجوع الى القانون الاساسي المنظم لهذا الهيكل القضائي فان الفصل الاول منه يعرفه على أنه مؤسسة دستورية ضامنة في نطاق صلاحياتها حسن سير القضاء واستقلالية السلطة القضائية طبق أحكام الدستور والمعاهدات الدولية المصادق عليها.
وسلطت (الصريح) في مقال بصفحتها الثالثة الضوء، على النتائج المتدنية جدا لشعبة الاداب التي بلغت 13 بالمائة حيث ذهب البعض الى ضرورة الغاء هذه الشعبة وأبدى تضجرا من المستوى الضحل لطلبة كلية الاداب معتبرة أن الشعوب لا تتقدم الا بالاعتناء بلغتها الام وكذلك باللغات الاجنبية خاصة أن العلم أثبت وأقر أن التفكير لا يخلو من اللغة وأن أسبقية اللغة عن الفكر أمر ثابت ولا أساس لمن يقول فهمت وأدركت ولكنني لا أستطيع أن أعبر.
وأضافت أن مستوى المنظومة التربوية في تونس وصل الى “اسفل السافلين” حتى أن أحد المفكرين والفلاسفة التونسيين يرى أن عدم التعليق على المقالات والكتابات الفكرية في كل المجالات عبر وسيلة التواصل الاجتماعي لا يعود لضيق الوقت وانما لعدم امتلاك اللغة وقدرة التعبير عند أغلب متعلمينا حتى صارت رموز الحروف الفايسبوكية خير ملاذ لهم وقد تسربت بشهادة أساتذة جامعيين الى تحارير الطلبة.
وتساءلت (الصباح) في ورقة خاصة، عن التغيرات التي يمكن أن تحملها زيارة رئيس حكومة الوحدة الوطنية، يوسف الشاهد، الى الولايات المتحدة الامريكية في هذه المرحلة الحرجة للمشهد في تونس الغارق في تجاذباته وتناقضاته وحروبه المعلنة على الارهاب والفساد والكساد معتبرة أن أحد أهم دروس الديبلوماسية أن احترام الدول والشعوب لا يقاس بحجمها الجغرافي ولا حتى بثرواتها وهذا ما لا نخاله يغيب على رئيس الحكومة، يوسف الشاهد، بعد عشرة أشهر على توليه مهامه حيث أن عديد الدول التي تتربع على عروش النفط والغاز والذهب لا تحظى بالاحترام بين الامم برغم حجم وضخامة وايرادات المبادلات التجارية ولعبة المصالح بينها.
واعتبرت (الصحافة) في مقال لها، أن الاغتيالات المتواترة والشنيعة لرجال الامن هي نتاج سياسي بالاساس قبل أن تكون فعلا اجراميا سياسيا وعليه فان تجاوز الكارثة لن يتم بمجرد تفعيل المراسيم والقوانين الحامية للقوى الحاملة للسلاح بل يتم أساسا بتفكيك الاظهرة السياسية الخفية المغذية لثقافة الانتقام من رجل الامن والتي هي في النهاية ثقافة الانتقام من الدولة تلك التي حاربوها بلا هوادة وهم معارضون وفككوا أوصالها بلا توقف وهم حاكمون بأمرهم سواء في صيغة ميليشيات ثورجية احتلت الشارع أو في صيغة جهات سياسية سياسية تستثمر في الفوضى والفراغ.