تعرّض موقع أنباء تونس “كابيتاليس” وموقع “آخر خبر أون لاين” إلى حملات تبليغ واسعة استهدفت أخبارا منشورة على صفحاتهما الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي ممّا أدّى إلى إيقاف عمليات المشاركة عليهما من قبل إدارة “فايسبوك” وتقليص عدد المتابعين لهما.
ففي 27 جوان 2017 منعت إدارة “فايسبوك” النشر على الصفحة الرسمية لموقع أنباء تونس “كابيتاليس” بداية من الساعة العاشرة صباحا، وذلك إثر إبلاغ عدد من مستعملي الأنترنت على محتوى الصفحة التّي اعتبرها هؤلاء “منافية لقواعد النشر” على الصفحات.
وكان الموقع الالكتروني قد نشر في 26 جوان 2017 مقالا بعنوان “ما سرّ غياب حركة النهضة عن صلاة العيد؟” وعلى إثره انطلقت حملة تبليغ واسعة أدّت إلى إيقاف النشر الذي سيتواصل إلى غاية 5 جويلية 2017 وفق مراسلة من إدارة “فايسبوك”.
كما تمّ إيقاف النشر في وقت سابق على الصفحة الرسمية للموقع بتاريخ 12 جوان الجاري فور نشره مقالا تحت عنوان “ابن عضو بالنهضة متورّط في اغتيال بلعيد حرّ طليق”.
وقد تحصّلت وحدة الرصد على الرسائل المتبادلة بين المؤسسة وإدارة “فايسبوك” فيما يتعلّق بمنع تداول المعلومات.
وفي نفس السياق نشر موقع “آخر خبر أو لاين” يوم الثلاثاء 27 جوان 2017 مقال تحت عنوان “الخطّة الكاملة لحركة النهضة لإنقاذ شفيق جراية”، وقد أخفت إدارة “فيسبوك” الخبر بعد نصف ساعة من نشره على الصفحة الرسمية وتمّ العمل عليه من جديد من قبل إدارة الموقع بعد تغيير العنوان لتفادي حالة منع التداول.
وتلقت الصفحة الرسمية لـ”آخر خبر أو لاين” يوم 27 جوان 2017 في تمام الحادية عشر ليلا رسالة من إدارة “فيسبوك” تعلمها فيها بتوقف النشر على الصفحة لغاية 5 جويلية المقبل.
وقد تحصّلت وحدة الرصد بمركز السلامة المهنية بالنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين على الرسائل المتبادلة بين المؤسسة وإدارة “فيسبوك” فيما يتعلّق بمنع التداول.
وبلجوء وحدة الرصد إلى خبراء دوليين في مجال “الحماية الرقمية” تبيّن بوضوح إمكانية تعرّض محتوى منشور على الصفحتين لحملات تبليغ واسعة أدّت إلى إخفاء المحتوى من قبل إدارة “فايسبوك” ويؤكّد الخبراء أنّه إجراء عادي يعمل به من قبل الإدارة إذا ما رأى مستعملو موقع التواصل الاجتماعي في هذه المحتويات إضرارا بهم.
ويحدّد ميثاق عمل “فايسبوك” هذه النقاط “غير المرغوب فيها” والتي قد تمسّ من الحياة الخاصة للأشخاص أو فيها طابع عنصري وغيرها…
وفي إطار آخر تشهد علاقة موقع “الصباح نيوز” مع موقع التواصل الاجتماعي اضطرابا تحت خانة التعاقد لدعم الصفحة الرسمية للمؤسسة مما دفع إدارة “فايسبوك” لإيقاف النشر على الصفحة إلى غاية 27 جويلية المقبل وقد تواصلت إدارة المؤسسة معهم لفض الإشكال.
ولا تخفي النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين مخاوفها من امكانية إستعمال حملات تبليغ منظّمة على مواقع التواصل الاجتماعي تستهدف وسائل إعلام للحدّ من سعيها لكشف الحقيقة للمواطن ومكافحة الفساد ونشر المعلومة.
وتعتبر النقابة أنّ ما تعرّضت له كل من “كابيتاليس” و “آخر خبر أون لاين” ” ضربا لحرية تداول المعلومات ومضايقة على خلفية محتوى إعلامي لا يمسّ الحياة الخاصة للأشخاص ولا يتضمّن دعوة إلى التمييز أو العنف ويدخل في إطار حرية الصحافة والتعبير.
وتخشى النقابة من إمكانية استعمال وسائل التواصل الاجتماعي لتنظيم حملات تبليغ من قبل أطراف سياسية لضرب حرية التعبير.