يرنو عرض “لمدينة”، الذي تمت برمجته ليوم 17 جويلية الجاري ضمن فعاليات مهرجان قرطاج في دورته الـ 53، إلى تقديم صورة لتونس في فترة تاريخية ما، من خلال معزوفات ووصلات غنائية ستقدّم للجمهور لأول مرة، لتبين تطور الأغنية التونسية الحضرية، بداية من سنة 1900، حسب ما ذكره، الفنان نافع العلاني، في تصريح لـ (وات).
وقال : “ينتظر أن يبرمج هذا العرض الغنائي الفرجوي الذي يصنف ضمن نوع “الأوبيرات”، في مهرجان موازين الفني بالمغرب في دورات لاحقة، نظرا لما لاقاه من إعجاب لدى المشرفين على هذه التظاهرة الدولية الهامة”، مضيفا أنه سيتم برمجة عرض “لمدينة” في عدد من المهرجانات الوطنية الأخرى، على غرار مهرجان بنزرت الدولي في دورته الـ 35 (سهرة الاثنين 7 أوت 2017).
وأوضح نفس المصدر أن هذه الأوبيرات، التي تنقسم إلى ثلاث فصول يدوم كلّ منها حوالي 25 دقيقة، تتكون من 40 موسيقيا بين عازفين وراقصين وغيرهم.
وتضمّ كل فقرة موسيقية لوحات فنية تسير بنسق متصاعد على إيقاع وحركة الراقصين، برؤية إخراجية للفنانة آمال علوان، التي حرصت على أن تمزج بين الغناء والرقص والتمثيل والتعبير الجسماني وباستعمال ديكور خاص.
ويقدم الفصل الأول مجموعة من الأغاني القديمة جلها غير مسموعة وأغلبها أغاني ليهود تونسيين ولجاليات أجنبية كانت تقطن بتونس على غرار أغاني “دليلة الطليانة” و”بريزة”، فضلا عن أغاني حبيبة مسيكة وغيرها، بحسب نافع العلاني.
واعتبر أن الفقرة الأولى ” تبرز المخاض الذي كانت تعيش فيه تونس أيّام الحرب مع المستعمر والفقر وبحث التونسي عن هويته وسط تداخل الأنماط الموسيقية والتلاقح الحضاري الذي كانت تمر به البلاد حسب الخريطة الجيوسياسية في تلك الفترة إلى حد الإبتذال في بعض الأحيان”، وفق تقديره.
ويختتم الفصل الأول بأغنية عن مدينة حلق الواد التي كانت تزخر في تلك الفترة باليهود وتقام فيها الحفلات لقربها من بلاط الحكم الملكي.
أما الفصل الثاني من أوبيرات المدينة، فيهتم بمجموعة من المطربين التونسيين البارزين الذين ساهمت الرشيدية والإذاعة الوطنية في تلك الفترة في بروزهم، ثم قدمت التلفزة الوطنية إنتاجاتهم للجمهور.
وتبيّن أغاني هذه الفقرة الموسيقية الثانية، التلاقح الواضح بين الحضارات ويتجلى ذلك خاصة في الطابع الأندلسي والانفتاح الذي عرفته تونس على موسيقات العالم.
ويقدم الفصل الثالث والأخير مجموعة من الأغاني الجديدة بموسيقى عربية وبأسلوب موسيقى العالم world music، من إنتاج وتلحين الفنان نافع العلاني، ليختتم العرض بأغنية وطنية.
وأكد الفنان نافع العلاني في تصريحه لوكالة تونس افريقيا للأنباء أنه يسعى “من خلال هذه الفرجة الى تقديم الإضافة والتجديد بإنتاج متميز نوظف فيه موسيقى تونسية عربية و أنماط أخرى راقية في قراءة جديدة و متطورة”، على حد تعبيره.
يذكر أن عرض المدينة تحصل خلال سنة 2016 على دعم من الصندوق الوطني للتشجيع على الإبداع الأدبي والفني بوزارة الشؤون الثقافية.