أبرزت المعطيات التي تضمنها التقرير السنوي لدار الكتب الوطنية بعنوان سنة 2016، نسقا تصاعديا في مجال تنمية المجموعات وإنتاج الموارد الإلكترونية وتناميا في عدد الباحثين المقبلين على قاعات المكتبة وفي عدد الباحثين الأجانب الذين يرتادون هذا الفضاء، إلى جانب ارتفاع عدد الأنشطة الثقافية والتظاهرات التي تثمن التراث التونسي، وذلك مقارنة بسنتي 2015 و2014.
ومثّل فتح جناح خاص بالمكفوفين وقاعة مطالعة للأطفال وإعادة فتح المكتبة الخلدونية وتركيز تمثال نصفي للمفكر الراحل، الطاهر الحداد الذي باتت قاعة المحاضرات الكبرى تحمل إسمه، فضلا عن الشروع في “حصاد” ما ينشر من مقالات تونسية في شبكة الأنترنات، أبرز سمات نشاط دار الكتب الوطنية خلال السنة المنقضية، وفق نفس التقرير الذي تحصلت وات على نسخة منه.
وتؤكد المؤشّرات المعتمدة على مقاربة النوع الاجتماعي، “واقع تأنيث القطاع المكتبي والتوثيقي، إذ تفيد البيانات المتعلقة بقرّاء المكتبة تزايدا مطّردا لنسبة مرتادات المكتبة، وهي نسبة لا يمكن أن تقرأ بمعزل عن تطور المؤشرات النوعية في المؤسسات التربوية والجامعية بتونس”، بحسب نفس المصدر.
أما الأرقام التنازلية فشملت مجال التسفير وفهرسة المخطوطات، نظرا لتقلص الموارد البشرية والمادية لدار الكتب الوطنية.
كما سجلت المعطيات المتوفرة تراجعا في عدد الوثائق المناولة في قاعات المطالعة، رغم تزايد عدد القراء والمنخرطين، وهو تناقص فسره التقرير بوجود نوع من القراء يتخذون المكتبة قاعة للمراجعة.
وتعمل دار الكتب الوطنية في الفترة المقبلة، وفق تخطيط استراتيجي يهدف إلى تأهيل المكتبة بإصلاح قاعدة البيانات وتجديد البنى التّحتيّة و الشّروع في تحقيق الانتقال البيبليوغرافيّ باعتماد نظام “وصف المصادر وإتاحتها” RDA بداية من سنة 2020 فضلا عن السعي لتثمين التّراث التّونسيّ، وإبراز محتوياته الإنسانيّة التّنويريّة، مع بداية التّخطيط لإنشاء متحف للمكتبة الوطنيّة يعرّف ببعض نفائسها، في غضون سنة 2018.
كما تسعى دار الكتب الوطنية من خلال هذا المخطط إلى تحقيق الانتقال الرّقميّ، بما يتيح محتويات الثّقافة التّونسيّة محلّيّا ودولّيّا، على أن تتوفر للتّونسيّين مكتبة وطنيّة افتراضيّة في عشرينات هذا القرن، حسب ما جاء في التقرير السنوي (2016) لهذه المؤسسة.
الوسوماخبار تونس انتاج الموارد الالكترونية تونس