تميزت السهرة الثانية لمهرجان قرطاج الدولي في دورته الثالثة والخمسين، بأجواء روحانية صوفية تعالت خلالها أصوات الدفوف وملأت الأرجاء رائحة “البخور” وتلألأت الشموع ورفرفت الأعلام، في عرض المدحة الذي حضره بالخصوص رئيس حكومة الوحدة الوطنية، يوسف الشاهد ووزير الشؤون الثقافية، محمد زين العابدين وثلة من الوجوه الثقافية والسياسية التونسية.
وتفاعل الجمهور المتعطش للموسيقى والمدائح الصوفية مع فرقة حضرة القيروان والساحل التي أضفت بأزيائها التقليدية رونقا وجمالا، ورحلت بالحضور إلى عالم الطقوس والإبتهالات لعدد من الطرق الصوفية مثل العيساوية والقادرية والسلامية.
وراوح عرض المدحة بين الأصالة والحداثة ليجمع بين آلات تقليدية وأخرى عصرية على غرار القيتار الإلكتروني والكمنجة وآلات الإيقاع الحديثة، وليقدم مزيجا من الفن الصوفي وأوركسترا الأوبرا، بقيادة سمير شلبي.
وأثثت هذا العرض، لوحات كوريغرافية استعراضية من خلال حركات راقصة لم يغب عنها العنصر النسائي وصدحت حناجر ثلة من المطربين والمنشدين الصوفيين مثل حسين عامر العفريت ونور الدين الباجي وأحمد زيتون وغيرهم بوصلات في مدح الرسول وعدد من الأغاني التي جاءت في شكل مناجاة روحانية.
عرض ” المدحة : عرض رجال القيروان والساحل” ، الذي جمع بين الجانبين المسرحي والموسيقي بتوظيف فني لصابر مزاهي وإدارة وإنتاج سمير شلبي، يعد امتدادا لتجارب فنية سابقة ترمي جلها إلى احياء الفن الصوفي والتعريف به لدى أجيال جديدة من أطفال وشباب، أبدوا اهتمامه بهذا النوع الموسيقي الروحاني وتفاعلوا معه بالرقص، تارة وبالغناء والتصفيق، تارة أخرى.
الوسومأخبار تونس تونس تونس اليوم قرطاج مهرجان قرطاج