“تعيش تونس اليوم تحت وقعه .. في خفايا الصراع بين يوسف الشاهد وحافظ قائد السبسي” و”تزداد أعدادها وتغيب نجاعتها .. لجان التحقيق البرلمانية عبث تشريعي وتعويم للحقيقة” و”ماذا بين الباجي قائد السبسي والشاذلي العياري؟” و”يحدث في ميناء رادس .. فوضى عارمة وخسائر هائلة فما هي الاسباب؟” و”أضرت بالناجحين والراسبين .. الضوارب تضرب الباكالوريا”، مثلت أبرز العناوين التي تصدرت الصفحات الاولى للجرائد التونسية الصادرة اليوم السبت.
أشارت جريدة (المغرب) في افتتاحيتها اليوم، أنه لم يعد خافيا على أحد فتور العلاقة بين رئيس حكومة الوحدة الوطنية، يوسف الشاهد، والمدير التنفيذي لنداء تونس والرجل القوي فيه، حافظ قائد السبسي، حيث وصل الفتور الى حالة من الصراع تكبر وتخفت حسب الاوضاع وتطور الاحداث مبرزة أن مخاوف أهل البحيرة (المقر المركزي لنداء تونس) تتمحور في احتمال استعداد شخصي للمنافسة الرئاسية خارج تزكية الحزب وأطره أي خارج استراتيجية الاستمرار في السلطة التي لها حافظ قائد السبسي ورفاقه وحجتهم في ذلك أن يوسف الشاهد قد أحاط نفسه بدائرة مضيقة من المقربين لا ينتمي أي واحد فيهم لنداء تونس بل بعضهم يضمر العداء لاهل البحيرة.
واعتبرت (الشروق) في مقال لها، أن لجان التحقيق البرلمانية التي تشكلت والتي ستتشكل قد فشلت فشلا ذريعا مشيرة الى أن الامثلة على ذلك عديدة انطلاقا من لجنة التحقيق في الاعتداءات الحاصلة يوم 9 أفريل 2012 مرورا بلجنة التحقيق في ما يعرف بوثائق بنما وملف التهرب الضريبي ووصولا الى انغماس لجنة التحقيق في شبكات التسفير في الشكليات التي لم يقدم جميعها الامل في كشف الحقيقة.
وأضافت أن كل ما سيتشكل من لجان محمول عليه وزر الفشل المسبق كلجنة التحقيق في أحداث تطاوين التي اعتمدها مؤخرا البرلمان أو المقترح الذي تقدمت به المعارضة في استعمال حقها الدستوري تشكيل لجنة تحقيق في قانونية شركة التأمينات ستار والذي عاينه مكتب البرلمان أول أمس في نهاية الدورة البرلمانية الحالية وذلك على اعتبار وجود خلل مشترك يحويها جميعا يتعلق بغياب الاطار التشريعي الذي تزيد طينته بلة تضارب المصالح السياسية وفقدان الخبرة أحيانا، وفق تقدير الصحيفة.
وأشارت، ذات الصحيفة، في موضوع آخر، الى أن الفوارق الكبيرة في الضوارب بين مختلف المواد التعليمية تسببت في “ضرب” العديد من المترشحين لاجتياز مناظرة الباكالوريا مما جعل نسب النجاح النهائية لا تتجاوز 40 بالمائة معتبرة أن المنظومة التربوية بشكلها الحالي تتضمن عدة اشكاليات على غرار كثرة المواد ووجود فوارق كبيرة في الضوارب بين مختلف المواد التعليمية وهو ما جعل اللجنة المشتركة بين الاتحاد العام التونسي للشغل والمعهد العربي لحقوق الانسان ووزارة التربية تعلن قبل اقالة الوزير السابق ناجي جلول في التقرير التأليفي لمخرجات الحوار الوطني لاصلاح المنظومة التربوية الذي انطلق منذ 27 أفريل 2015 عن جملة من المراجعات تمت بلورتها خلال عمل 12 لجنة قدمت عددا من التصورات والافكار اشتغلت عليها وتوصلت الى جملة من التوصيات والنتائج القابلة للتطوير في ما بينها لتحقق تكاملا يقترح حلولا لمشاكل المدرسة التونسية في عدة مستويات.
وتطرقت جريدة (الصريح) في ورقة بصفحتها الخامسة، الى حدث استقبال رئيس الجمهورية، الباجي قائد السبسي، منذ أيام لمحافظ البنك المركزي، الشاذلي العياري، مشيرة الى أنه أثار العديد من التعاليق المتضاربة التي ذهب بعضها الى حد الايغال في التأويل فمن متسائل عن خلفية اللقاء في هذا التوقيت بالذات حيث تعيش البلاد على ايقاع الحرب ضد الفساد وزيارة يوسف الشاهد الى الولايات المتحدة الامريكية وتداعيات الصراع في الخليج والحديث عن تغيير وزاري مرتقب والازمة المالية المتفاقمة الى منتقد لطريقة جلوس الشاذلي العياري في لقائة بالرئيس والتي رآها البعض مخالفة لاداب البروتوكول.
وفتحت (الصحافة) في تحقيق نشر بصفحتيها السادسة والسابعة، ملف ميناء رادس الذي يعرف مشاكل عديدة تتمثل أساسا في كثرة الاكتظاظ الذي بات يؤرق الشركات المحلية والاجنبية على حد سواء بالاضافة الى طول مدة انتظار الشحن والترصيف مشيرة الى أن هذه الاشكاليات وغيرها جعلت مستوى الخدمات المقدمة والمتوفرة في هذا المعلم الوطني محل انتقادات خاصة وأنه يلعب دورا محوريا في الاقتصاد.
وبينت أن هذه الوضعية الخانقة ساهمت في جعل الحركية شبه مشلولة حيث تتعطل عمليات التوريد والتصدير بالنسبة الى عديد الشركات مما أدى الى تكبد العديد منها خسائر فادحة مبرزة أن عددا من الخبراء أكدوا أن هذا الوضع غير مقبول على الاطلاق لما له من تأثير سلبي على صورة تونس كما أنه قد يؤدي في عديد الحالات الى الغاء العديد من المعاملات نظرا لعدم ايفاء العديد من الشركات المزودة بتعهداتها في احترام آجال التسليم كما أن وصول البضائع في وقت متأخر يجعلها عرضة لمعضلة تجاوز مدة الصلاحية.