وسط ديكور من الارابيسك وأضواء خافتة انطلق عرض افتتاح مهرجان المنستير في دورته السادسة والأربعين تحت عنوان “يامازري حلّ البيبان” ولا غرابة في أن يحمل العرض اسم أحد أبرز أعلام المدينة والجهة عموما نسبة للإمام المازري وهو أبو عبد الله محمد بن علي بن عمر بن محمد التَّميمي المازَري، الإمام المالكي وآخر المتكلمين في إفريقية.
ولأكثر من ساعتين استمتع الجمهور بأنغام وإيقاعات الأناشيد الدينية والأغاني الصوفية التي تنهل من عمق الموروث الروحي في جهة الساحل التونسي، مع بعض اللمسات الشرقية من حين لآخر رافقتها رقصات للمولوية فيما شاركت مجموعة من الأطفال الصغار بالرقص أعلى الركح.
وقدم المنشد المازري بلحاج علي والفنان عماد مسعود عرض “يا مازري حل البيبان” في سهرة بمصاحبة مجموعة موسيقية وإنشادية قاربت الأربعين فنّانا مع مشاركة عدد من الإطفال.
وكانت إدارة المهرجان في دورته السادسة والأربعين اختارت أن يكون الإفتتاح تونسيا وراهنت على فنّانينْ من أبناء الجهة لتأمينه، وكان العرض فرصة لمشاركة عديد الأصوات الشابة في تأثيثه.
العرض الذي حمل عنوان “يا مازري حل البيبان” هو عبارة عن مراوحة بين الموسيقى التقليدية والموسيقى الحديثة يضمّ عددا من الألحان الجديدة للشيخ المازري بلحاج علي فضلا عن إعادة التوزيع الموسيقي لأغانٍ وأناشيد معروفة ومتداولة لدى المتلقّي التونسي، وكانت أغنية اختتام العرض “يا مازري حل البيبان” التي رقص على إيقاعاتها الجمهور وهي من أشهر المدحيات في تونس ورغم انتمائها جغرافيا لمدينة المنستير بحكم إقامة الإمام المازري ووفاته بها إلاّ أنّها أصبحت على كل الألسن ويؤدّيها الجميع دون استثناء.
وأشار المازري أنّ أغلب ما تمّ تقديمه من أوراد هي أعمال جديدة من كتابته وألحانه، فيما كان التوزيع الموسيقي والإدارة الفنية للأستاذ عماد مسعود، حتى تكون دفة قيادة العرض عنده.
وحضر عرض الإفتتاح محمد أنور معروف وزير تكنولوجيات الاتصال والاقتصاد الرقمي وعادل الخبثاني والي المنستير فضلا عن البشير عطية كاتب عام الولاية وعدد من أعضاء مجلس نواب الشعب.