أثار تسجيل عدد من حالات النفوق في قطيع الماعز والأغنام في بعض مناطق ولاية قبلي الكثير من المخاوف لدى المربّين الذين عبّروا عن خشيتهم من انتشار بعض الامراض التي قد تؤثر على قطاع تربية الماشية بالجهة خاصة وأن أغلبهم من صغار المربين ويمثّل نفوق بعض رؤوس ماشيتهم خسارة كبيرة بالنسبة لهم.
وأوضح عدد من مربي الماشية على غرار ( رؤوف بن نصر و ضو بن علي) أصيلا معتمدية قبلي الجنوبية صباح اليوم لمراسل (وات) أنهما قد تفطنّا إلى ظهور حالات مرضية في رؤوس أغنامهم منذ مدة وبادرا باستعمال بعض الطرق التقليدية المعروفة لدى الرعاة في محاولة لعلاج بعض الرؤوس مثل سقيها الماء الذي يتمّ تحضيره عبر تغلية بعض الاعشاب الطبية على غرار ( الحلبة او العرعار) إلا أن هذه الطرق لم تجد نفعا وتفاقم انتشار المرض في قطعانهم مع تسجيل بعض حالات النفوق وهو ما دفعهما الى الاتصال بمصالح الطب البيطري سواءا التابعين للمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية في قبلي أو الخواص لمعرفة مسبّبات هذا المرض وسبل الحدّ منه في ظل ما تردد على مسامعهما من تسجيل حالات نفوق اخرى لدى عدد من المربين ببعض مناطق الولاية وتاكيد عدد من الرعاة نفوق بعض الرؤوس جراء المرض الذي يطلقون عليه تسمية ( بوروية ) الذي بات منتشرا بالجهة حسب تأكيدهما.
وفي ردّه على هذه المخاوف التي عبّر عليها عدد من مربي الاغنام أوضح الممثّل عن دائرة الانتاج الحيواني بالمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية الدكتور حامد الدباك، لمراسل (وات) أنّه قد تمّ التفطّن الى انتشار مرض يصيب المجترّات الصغرى بالجهة منذ 11 جوان الماضي وذلك إثر رفع عينة من ثلاثة رؤوس أغنام نفقت لدى أحد المربّين بجهة دوز وإرسالها الى المصالح المركزية للطب البيطري بوزارة الفلاحة التي أكّدت أن حالات الوفاة ناجمة عن نوع البكتيريا تعرف باسم ( باسترال) وهو مرض فيروسي ظهر بتونس منذ سنة 2008 ويصيب الجهازين الهظمي والتنفسي للماشية وخاصة المجترات الصغرى كما أنه مرض غير معد بالنسبة للانسان إلا أنه معد للحيوانات فيما بينها وتتمثل علاماته في ارتفاع درجة حرارة الحيوان وخروج مخاط من الانف واحمرار العين وهو ما يقتضي الإسراع بعزل الحيوان المريض أو المشتبه في مرضه عن القطيع ووضعه في مكان معاكس لاتجاه الريح مع الاتصال سريعا بمصالح الطب البيطري سواء العمومي أو الخواص سيما وأن الادارة العامة للطب البيطري قد وفّرت اللقاح اللازم للحد من هذا المرض ومعالجته في صورة التدخل خلال 72 ساعة الاولى على الحيوان الذي تم اكتشاف اصابته علما وان نسبة
نجاح العلاج في صورة التدخل في هذه المدة تصل الى حدود 95 في المائة، وفق تقديره.
وأكد المصدر ذاته أن المرض المعروف لدى المربين باسم ( بوروية) هو حالة من حالات تطور الاصابة بجرثومة ( باسترال) داعيا كافة المربين الى التوقي من هذا المرض وذلك عبر الاحتياط من الحيوانات المهرّبة من بعض الاقطار المجاورة مع المراقبة الدائمة للقطيع وعزل الحالات المشبوه فيها والاتصال السريع بالبياطرة، مشيرا إلى أن المصالح المركزية للطب البيطري بالوزارة تعمل على متابعة تطور هذه الجرثومة في مسعى لاكتشاف نوع من اللقاح الوقائي الذي يجنّب الماشية الإصابة
بها.