أثار تحديد مواعيد الرحلات البحرية المبرمج انطلاقها من ميناء جرجيس بولاية مدنين نحو ميناء مرسيليا في فرنسا، والموافقة ليومي 10 أوت و18 سبتمبر، استياء وتحركات عدد من أبناء جرجيس المقيمين بالخارج ومكونات المجتمع المدني الذين نفذوا مساء أمس الجمعة، وقفة احتجاجية في جرجيس، اعتبروا خلالها أن أول هذين التاريخين مبكر وثانيهما متأخر ولا يراعيان، وفق تقديرهم، مصالح العائلات المهاجرة سواء بتمكينها من قضاء عيد الأضحى في جهاتها أو مواكبة العودة المدرسية بفرنسا.
وفي هذا الصدد، اقترح رئيس جمعية التونسيين بحوض باريس-ماسي بفرنسا، بشير مسلم، في تصريح لمراسلة (وات) بمدنين، خلال الوقفة، أن تتم مراجعة هذه التواريخ بتأخير موعد الرحلة الأولى إلى 26 أو 29 من شهر أوت وتقديم الرحلة الثانية من 10 سبتمبر إلى 3 أو 4 من نفس الشهر حتى يتسنى للعائلات قضاء عيد الأضحى في تونس ولا يُحرم أبنائها من متعة الاحتفال بهذه المناسبة بكل ما تحتويه من عادات وتقاليد مع الالتحاق بالعودة المدرسية في بلدان إقامتهم، وفق قوله.
واعتبر مسلم أن العائلات التونسية بذلت ما في وسعها لإنجاح موعد الرحلة البحرية من مرسيليا نحو جرجيس يوم 5 جويلية رغم موعدها غير المدروس والذي تزامن مع ذروة الامتحانات، إلا أن إصرار التونسيين من أبناء الجنوب على أن يرى حلمهم النور وترسي بهم الباخرة في جرجيس دفعهم إلى التضحية، لكنهم لن يواصلوا في تضحياتهم، وفق تعبيره، مشددا على ضرورة تكاتف الجهود وتفاعل الجهات المعنية إيجابيا مع مطلب مراجعة مواعيد رحلات العودة، وان كان ذلك على مستوى الرحلة الثانية نظرا لانطلاق المبيعات على رحلة يوم 10 أوت، وذلك مراعاة لوضعيات العائلات ولضمان ديمومة الخط البحري بين جرجيس ومرسيليا وانجاحه.
ومن جانبه، قال مدير الميناء التجاري بجرجيس، كريم نويرة، في تصريح لمراسلة (وات) إن الإقبال على اقتناء تذاكر الرحلة الأولى التي انطلقت بيوعاتها أول أمس كبير وان الاستعدادات انطلقت لتأمين رحلتي العودة من الميناء التجاري بجرجيس في ظروف مناسبة تحاكي ظروف وصول اول رحلة للمسافرين بهذا الميناء، موضحا أن الرحلة الثانية ستأتي من مرسيليا لتحط بميناء جرجيس وترجع منه بأبناء المنطقة المقيمين بالخارج نحو مرسيليا.
وأشار إلى أن برمجة هذه المواعيد لرحلتي العودة بالمهاجرين التونسيين إلى بلدان إقامتهم تعتبر قياسية وهامة باعتبارها تقررت في وقت وجيز، وذلك رغم الضبط المسبق لكل رحلات الباخرة قرطاج لطيلة السنة، إلا أن الإرادة السياسية لإنجاح هذا الخط البحري وفرت كل الظروف وذللت كل الصعوبات بما يدعو إلى تظافر جهود جميع الأطراف ووضع اليد في اليد لانجاح التجربة في بدايتها في انتظار برمجة دقيقة ومسبقة في السنوات المقبلة، وفق تعبيره.