شاركت تونس لأول مرة في المؤتمر الوزاري للفرنكفونية حول الثقافة الذي التأمت دورته الرابعة يومي 22 و23 جويلية الحالي بالعاصمة الايفوارية ابيدجان.
وترأس وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين جلسة اليوم الختامي للمؤتمر، علما أن تونس ستحتضن سنة 2020 القمة الدولية للفرنكفونية التي من المنتظر أن يشارك فيها ثمانون رئيس دولة وحكومة.
وقد أكد الوزير في الكلمة التي ألقاها بحضور الأمينة العامة للمنظمة الدولية للفركوفونية، ميشال جان، ووزراء ثقافة الدول الفرنكفونية، على أن مفهوم الفرنكفونية متغير وعليه أصبح من الضروري إعادة بلورة مقاربتنا للتنوع الثقافي.
واعتبر أن “تجديد علاقتنا بالفرنكفونية يجب أن يكون في تواصل مع الرؤية الاستباقية والمستشرفة لمؤسسيها لأن الظرف الجغراسياسي تغير اليوم والمرجعيات الدولية تطورت في نظرتها لمفهوم التعاون والتواصل”.
وبين الوزير خلال مشاركته في هذا المؤتمر ما توليه تونس من أهمية للثقافة، معتبرا أن مفهوم الثقافة لا يجب أن ينحسر في اعتبارات لغوية ودينية فقط. وشدد على أن تونس تؤمن بأن مفهوم الفرنكفونية يتجاوز ممارسة اللغة الفرنسية بل إن الفرنكفونية، وفق قوله، فضاء للتعايش السلمي بين الثقافات المختلفة وليست هيمنة حضارة على أخرى. كما تحمل الفرنكفونية في عمقها قيما إنسانية تتشارك فيها العديد من البلدان رغم اختلاف موقعها الجغرافي وعلاقتها التاريخية باللغة الفرنسية، على حد تعبيره.
واختتمت أشغال المؤتمر التي تمحورت بالأساس حول “دور الهيئات التعديلية العالمية أمام التحديات الثقافية الجديدة” و”الثقافة والتنمية المستدامة” و”اقتصاد الثقافة” و”التعاون الدولي”، بتلاوة إعلان أبيدجان للتنوع الثقافي، الذي شدد بالخصوص على دور الثقافة في التنمية المستدامة، ودور الثورة الرقمية والمجتمع المدني في تعزيز التنوع الثقافي والنهوض بالسياسات الثقافية العمومية.
فقد أشار الإعلان إلى أن “للمجتمع المدني دورا محوريا في الفعل الثقافي حيث أن المنظمات المهنية والجمعيات المحلية والوطنية والمهرجانات لها دور أساسي يجب أن تدعمه السلط العمومية التي عليها أن تعتبر المجتمع المدني شريكا فعليا”.
واعتبر أن إرساء سياسات عمومية تمكن من تحقيق تنمية ثقافية متناغمة حيث أن التمويل العمومي للثقافة يعتبر من أهم العوامل التي تساهم في تطورها كما أن للسلطة المحلية والجهوية دورا فعالا في تحقيق تنمية اجتماعية وثقافية واقتصادية.
وأكد أنه “أمام الضغوطات التي تتعرض لها الثقافة والتي من شأنها أن تهدد تنوعها ودورها في التنمية المستدامة وأن تحدد من حرية المبدعين ومن مشاركة الشعوب في الحياة الثقافية، وتشكل الفرنكفونية فضاء يحمل نظرة منفتحة للثقافة مبنية على التعاون والتضامن”.
وأضاف البيان أن “الثورة الرقمية، إن وضعت في خدمة الإبداع والمبدعين وكل الجماهير خاصة منهم القاطنون في أماكن بعيدة ومعزولة، تعتبر فرصة لتعزيز التنوع الثقافي”. مضيفا أن “الفضاء الفرنكفوني يعتبر مثالا للتعايش السلمي والحيوي بين الثقافات حيث أنه مبني على التبادل والاحترام في ظل وضع سياسي تفاقمت فيه كل ظواهر التشدد والتعصب، وفِي هذا الإطار يجب تطوير خطة عمل تحسيسية موجهة للشباب”.
وقال المؤتمرون عبر بيانهم ” إن تفعيل الاتفاقيات الدولية في مجال الثقافة بات ضروريا خاصة تلك المتعلقة بحقوق الملكية الأدبية والفنية وكذلك اتفاقية اليونسكو حول حماية وتنمية تنوع التعبيرات الثقافية” كما شددوا على أن “تعزيز التعاون والتضامن الدولي كفيل بتحقيق توازن في التبادل الثقافي داخل الفضاء الفرنكفوني”.