“ماذا بعد المصادقة على القانون المتعلق بالقضاء على العنف المسلط على النساء؟” و”في ظل شهادات المرزوقي للجزيرة وصمت الحكومة .. من يحمي أسرار الدولة؟” و”غزوة السفارة الامريكية .. روائح خيانة عظمى” و”الرجل الذي خذل نفسه .. هوس الزعامة يفتك بالمرزوقي” و”الادمان على مواقع التواصل الاجتماعي .. التونسي أسير للعالم الافتراضي؟”، مثلت أبرز العناوين التي تصدرت الصفحات الاولى للجرائد التونسية اليوم الجمعة.
اعتبرت جريدة (المغرب) في افتتاحيتها، أن المصادقة على القانون المتعلق بالقضاء على العنف المسلط على النساء تعد لحظة تاريخية في تاريخ تونس وفي ممارسة التوافق من أجل نحت مستقبل أفضل مضيفة أن مشاعر الفرح والفخر لا يمكن أن تحجب عن الساعين الى أنسنة المجتمعات الحديثة التحديات والرهانات الكبرى التي تواجهها الفتيات والنساء حيث يكفي الاصغاء الى حكايات المعنفات وشهاداتهن لندرك أن الهم واحد وأن الوجع هو نفسه لا فرق بين الغنية والفقيرة المتعلمة والامية الكبيرة والصغيرة العلمانية والليبرالية والنهضاوية والمتأسلفة وصاحبة الموقع القيادي والمكانة العلمية والمرأة العادية، وفق تقدير الصحيفة.
وأثارت (الشروق) في ورقة خاصة استفهاما جوهريا، حول الجهة التي يمكن أن تحمي أسرار الدولة حيث كانت الدولة مرة أخرى مستهدفة بكشف أسرارها وخفاياها على شاكلة نشر الغسيل أمام الملا من خلال تصريحات خطيرة ومعطيات تهم الامن القومي وسلامة الدولة تذاع دون رقيب معتبرة أن التصريحات الخطيرة الاخيرة للمنصف المرزوقي الذي شاءت الاقدار أن تضعه في قصر قرطاج حاكما لتونس يجب أن توقظ الضمائر الحية وأن تحرك سواكن الفاعلين السياسيين الصادقين من أجل النأي بأسرار الدولة عن صراعاتهم وتجاذباتهم وصراعهم للوصول الى السلطة والاحتكام الى ضوابط التنافس الشريف بعيدا عن كل الانزلاقات الخطيرة.
وفي سياق متصل اعتبرت (الصريح) في مقال بصفحتها الخامسة، أن شهادة الرئيس المؤقت السابق، المنصف المرزوقي، حول أحداث سفارة الولايات المتحدة الامريكية قد أخذت منعرجات خطيرة وكشفت عن أسرار تتعلق بالامن القومي للبلاد ووضعت المرزوقي في ورطة وحكومة الترويكا الاولى في مرمى الاستهداف مشيرة الى أن السؤال الذي يتداوله الاخصائيون هو لماذا تعمد المرزوقي الكشف عن هذا الملف في مثل هذا التوقيت ولماذا جنح الى المغالطة وقلب الحقائق وهو يعرف جيدا أن الاطراف التي استهدفها لن تلتزم الصمت؟.
وأضافت انه لا شك أن له أجندة يعمل على تنفيذها بمعية الجهات التي تدعمه بالخارج بما فيها القناة التي حثته على الادلاء بمثل هذه الشهادات ومن يقف وراءها ولا شك أيضا أنه بصدد تصفية حسابات شخصية مع قياديي حركة النهضة معتبرا أنهم “خانوه” في الانتخابات الرئاسية التي مني فيها بالهزيمة مشيرة الى أن الثابت أنه عمل بالمثل المأثور “من حفر جبا لاخيه وقع فيه” فورط نفسه وسقط في الفخ الذي نصبه لخصومه بعد أن انتشرت في الفضاء رائحة خيانة عظمى، وفق ما ورد بالصحيفة.
ورأت (الصباح) في ورقة خاصة، أن المرزوقي فشل في أن يكون رئيسا لكل التونسيين وأول من عاده هم العلمانيين الذي ينتمي اليهم فكريا وايديولوجيا فرفاق الامس الامس لفظوه معتبرين أن تحالفه مع حركة النهضة ضربة قاصمة للتيار الحداثي والتقدمي مبرزة أن المرزوقي لم يهتم كثيرا ل”رفاق الامس” وكان منتشيا ب”اخوته الجدد” كما فشل في المحافظة على وحدة حزبه المؤتمر من أجل الجمهورية الذي أسسه في 2001 في ذروة سنوات الجمر وفي ذروة صراعه مع السلطة فالحزب انقسم تحت وطأة لعنة السلطة الى أربعة أحزاب وغادرته رموزه التاريخية لتؤسس أحزابا جديدة كما فشل في أن يكون قارئا جيدا للمستقبل عندما تسرع في قطع العلاقات الديبلوماسية مع سوريا.
وفتحت جريدة (الصحافة) ملف الادمان على مواقع التواصل الاجتماعي التي لا يختلف اثنان في كونها أصبحت تمثل خطرا على مختلف الفئات الاجتماعية وخاصة بالضرر على المجتمع والاسرة وعلى أغلب مستخدميه مشيرة الى أن العديد من المراهقين والشباب في مختلف مناطق البلاد أصبحوا اليوم يعيشون في عزلة تامة عن عائلاتهم وحتى عن مكونات محيطهم المجتمعي وابتعدوا عن أصدقائهم مقابل أصدقاء زمعارف افتراضيين مما تسبب في نوع من القطيعة مع الواقع ومن الاهل والاصدقاء وأدى بالكثيرين في بعض الاحيان الى الفشل في الدراسة والانقطاع المبكر عنها فيما تورط البعض الاخر في جرائم الكترونية وكان مصيرهم السجن لجهلهم ضوابط استخدام الانترنت.