“صراع النفوذ يعطل التحوير الوزاري” و”سدّ الشغورات في هيئة الانتخابات: الحل في دورة برلمانية استثنائية؟” و”رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي..’لوك جديد’ وفريق اتصالي مختص..هل هي أوراق عبور الشيخ لقصر قرطاج؟” و”طائرات بلا طيار تهرب الى تونس..والغايات مجهولة” و”مرضى حائرون مع الكنام” و”أكثر من 250 جثة في ثلاجات ليبية في انتظار تسليمها الى تونس”، مثلت أبرز العناوين التي أثثت الصفحات الاولى للجرائد التونسية الصادرة اليوم الثلاثاء 1 أوت 2017.
فقد اعتبرت صحيفة “الشروق” في مقال ورد بالصفحة الرابعة، بأنه ورغم تأكيد اتحاد الشغل وعدد من الطيف السياسي على ضرورة القيام بتحوير وزاري، استنادا الى معطيات موضوعية، إلا أن هذا التحوير مازال يراوح مكانه بين التحقيق والتعطيل، طارحا جملة من التقاطعات والاستنتاجات، معرجة على ردود رئيس الحكومة يوسف الشاهد، لدى حلوله تحت قبة البرلمان مؤخرا حول مدى وجود مطامح سياسية له من عدمها وحول حقيقة التحوير المرتقب.
وأبرز المقال أنه وان يبدو ظاهريا وجود حاجة ماسة لسد الفراغ الوزاري الحاصل على الأقل في وزارتي المالية والتربية، لا سيما أمام الاستعداد للعودة المدرسية وبداية مناقشة الميزانية إثرها، فان هناك مبررات موضوعية لتأجيل هذا التحوير، مشيرا الى اصرار قيادات حزب نداء تونس وعدد من المتابعين على ضرورة توسيع دائرة المشاورات مع الأطراف السياسية والمنظمات الوطنية، ما يفسر برأيهم تروي الشاهد الى شهر سبتمبر القادم حتى تكون الصورة أوضح.
بالمقابل، يرى البعض الآخر أن في بطء التحوير الوزاري إخفاء لصراع نفوذ بين القصبة والبحيرة، مستندين في ذلك الى تصريحات المدير التنفيذي لحزب نداء تونس حافظ قايد السبسي وتدويناته على صفحته “الفايسبوكية” والتي اعتبر فيها أن التعلل بـ”تغوّل” النداء مغالطة والتفاف على مسار الانتخابات السابقة برأيه، ملمّحا الى وجود رغبة في تدعيم أعضاء الفريق الاستشاري والحكومي لرئيس الحكومة من الندائيين لتجاوز ما أسماه الاحساس “بالحرمان السياسي”…
وتطرقت جريدة “الصحافة” الى موضوع الانتخابات البلدية، مشيرة في هذا الاطار الى ان انطلاق العطلة البرلمانية الأحد 30 جويلية والتي تمتد الى غاية 30 سبتمبر من شأنها ان تقضي على كامل رزنامة هذه الانتخابات، حيث ستغلق الهيئة العليا المستقلة للانتخابات آجال التسجيل يوم 10 أوت وستفتح أبواب الترشح بصفة رسمية يوم 10 سبتمبر، مما سيؤدي الى استحالة استكمال العمل صلب البرلمان لسد الشغور الحاصل في الهيئة المذكورة والتي تعمل حاليا بثلثي التركيبة وبرئيس مؤقت وبالتالي تأجيل الانتخابات البلدية.
في هذا السياق، اعتبر النائب غازي الشواشي، أن هناك من يسعى الى تأجيل الانتخابات البلدية وذلك عبر التغيب عن عملية التصويت في الجلسات العامة، بالاضافة الى رفض التوافق حول مرشحين يتميزون بالنزاهة والكفاءة والعمل على تمرير آخرين لهم ولاء صارخ لبعض الأحزاب، مضيفا أن هذا التأجيل والتأخير لعملية التصويت لسدّ الشغورات يصب في مصلحة بعض الأحزاب التي لم تستعد بعهد لخوض الانتخابات البلدية في موعدها المحدد. من جهته، أعرب النائب عماد الخميري عن الضرورة الملحة لإجراء دورة استثنائية برلمانية خاصة، أمام المهام المطروحة والقوانين التي تنتظر النظر فيها دون تأجيل.
وطرحت صحيفة “المغرب” من جهتها تساؤلا جوهريا حول مدى ارتباط التغيرات التي طرأت على مستوى مظهر وخطاب رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي بنوايا الترشح للانتخابات الرئاسية القادمة وسعيه من وراء ذلك الى تحسين صورته لدى الرأي العام التونسي وبالتالي الى رفع نسبة الثقة والرضا التي ظلت طوال السبع سنوات الأخيرة تتراوح بين 4 و6 بالمائة من نوايا التصويت في الانتخابات الرئاسية.
وأشارت الصحيفة في مقالها الى أنه في السياسة لا فعل دون سبب أو غاية وان الفريق المنتدب حديثا للاهتمام بصورة راشد الغنوشي ورسم خطة اتصالية واستراتيجية جديدة هو من باب التسويق السياسي له، مبرزة أن الشريحة المستهدفة بصفة مباشرة من وراء ذلك هم بالأساس ناخبو الوسط، ممن لا يدينون بالولاء لأي حزب اضافة الى كل أفراد الطبقة الوسطى، وأن الهدف ليس كسب ودهم بل من أجل رفع التحفظ عنه. ولاحظت أنه سيسعى من خلال الحوار الذي سيجريه اليوم على قناة “نسمة” الى رسم صورة جديدة، يبدو وأنه يريدها أن تكون بطاقته في الانتخابات الرئاسية القادمة.
وكشفت جريدة “الصباح” في مقال ورد بصفحتها السابعة عن أنه تم مؤخرا إدخال طائرات “درون” الى البلاد التونسية وحجز البعض منها في كل من العاصمة وأريانة وقصر هلال والمنستير وسوسة والتحري مع الأشخاص الذين حجزت لديهم ومباشرة قضايا عدلية في شأنهم تتعلق بحيازة أشياء مجهولة المصدر.
وأوضح المقال أن استعمال هذه الطائرات يشكل خطرا على الأمن وكذلك على الحياة الشخصية للمواطنين حيث يتم استعمالها في التجسس على البنايات والمنشآت والمنازل، متسائلا عن كيفية دخولها خاصة وأن استعمالها محجر. وابرز في هذا الخصوص أنه ووفق الخبير الأمني والعسكري، علي الزرمديني، أن هذه الآليات اليوم أصبحت وسيلة من الوسائل التي تعتمدها الجماعات الارهابية في ترصد واستطلاع والقيام ببعض المهام الاستكشافية لمن تعتبره عدوا لها، مشيرا الى انه في تونس يقع ادخال وتوريد هذه الآليات في شكل ألعاب مفككة لا يمكن رصدها بالوسائل المتاحة ويقع بيعها شأنها شأن أي لعبة متطورة.
وألقت جريدة “الصريح” الضوء على معاناة المواطن من فئة حاملي الأمراض المزمنة كالسكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والشرايين…ومتاعبها وآلامها، حتى تنضاف اليها متاعب وأوجاع الجري وراء استرجاع مصاريف العلاج والتداوي والبحث وسط عناء طابور الانتظار واكتظاظ المراكز الجهوية والمحلية للصندوق الوطني للتأمين على المرض، عن جواب يشفي الغليل.
وذكر المقال بعض نماذج من المواطنين الذين يعانون من ظاهرة التأخير في استرجاع المصاريف رغم كبر سنهم وتعدد أمراضهم، متكبدين عناء التنقل والانتظار دون جدوى، وطالب البعض منهم بضرورة التدقيق في الشفافية من خلال التحقيق والتثبت في كيفية التعاطي مع ملفات المضمونين الاجتماعيين…
وأوردت صحيفة “آخر خبر” مقالا كشفت من خلاله عن أن عدد الجثث من التونسيين الحاملين للفكر التكفيري والذين غادروا منذ 2011 تراب الوطن نحو بؤر التوتر للانضمام الى صفوف المقاتلين ضمن تنظيمات إرهابية، بلغ في ليبيا 250 جثة موجودة في بثلاجات، موضحا أن حوالي 50 جثة متواجدة بالمنطقة الغربية وتحديدا بصبراطة وطرابلس وصرمان وحوالي 30 جثة بالمنطقة الشرقية في بنغازي وأجدابيا والبعض الآخر منها في الجنوب الليبي.
وأشارت الصحيفة الى أن ملف تسلم جثث التونسيين في ليبيا هو من أبرز الملفات الحارقة بالاضافة الى ملف الأطفال التونسيين من أبناء المقاتلين “الدواعش” العالقين هناك والذين بلغ عددهم، وفقا لمصادر مطلعة، 40 طفلا، أغلبهم صحبة امهاتهن في المعتقلات والسجون الليبية، من بينهم 8 أطفال قتل أباؤهم وأمهاتهم خلال معارك في مناطق مختلفة في ليبيا…