كشفت اللجنة التونسية للتحاليل المالية ان “خدمة تكوين الاموال” التي تعد من المنتجات المتصلة بالادخار واحد انواع الاستثمار في التامين و”خدمة التامين على الوفاة ” التي تعتمد على مبدا توقع خطر الموت عبر تامين احد المقربين للحريف، تنطويان على “امكانية كبيرة” لاستغلالهما في غسيل الاموال في تونس التي تتوفر على 15 مؤسسة تقدم تامينات شاملة وخمس مؤسسات تامين على الحياة.
وبينت اللجنة في تقريرها، الذي نشرته بداية شهر اوت، تحت عنوان “التقييم الوطني لمخاطر غسل الاموال وتمويل الارهاب “ان الطريقة التقليدية المستخدمة في غسيل الاموال في خدمة تكوين الاموال تتمثل في فسخ العقد قبل الفترة المحددة واسترجاع قيمة الاصول واستغلالها لشراء العقارات او استثمارات اخرى بعيدة عن التتبعات القانونية ” في حين تقوم “خدمة التامين على الوفاة ” على دفع راس المال او اقساط منتظمة للمستفيد في حالة وفاة المؤمن عليه خلال مدة العقد وعادة ما يكون الدفع عبر قسط واحد لمبلغ مرتفع.
وخلص خبراء اللجنة الى ان فسخ “عقود الادخار في منتجات التامين على الحياة” تتعارض مع هدفها القائم على الاستفادة من الامتيازات الضريبية مما يجعل عملية الفسخ “مويها باخفاء المصدر الشرعي لتلك الاموال لغسلها واضفاء شرعية وهمية عليها” .
وبينت اللجنة في تقريرها، الذي نشرته بداية شهر اوت، تحت عنوان “التقييم الوطني لمخاطر غسل الاموال وتمويل الارهاب “ان خدمتي “تكوين الاموال” و”التامين على الوفاة ” ساهمتا بنسبة في حدود 18 بالمائة من اجمالي سوق التامين في تونس خلال سنة 2015 ( المغرب 46 بالمائة ) وان قطاع التامين في تونس ارتبط نموه البالغ 8,4 ما بين سنتي 2011 و 2015 بالمائة بالتامين على قطاع السيارات اساسا .
ويرتكز سوق التامين في تونس على شبكة هامة من الوسطاء ( 1112 وسيطا) و 80 مكتب سمسرة ويوجد 88 منتج تامين في حين تمثل مساهمة تونس في سوق التامين العالمية 0,02 بالمائة فقط ( 26,8 بالمائة للولايات المتحدة الامريكية) وتبلغ مساهمته في الاندماج الاقتصادي 2 بالمائة (بريطانيا 10 بالمائة).
ويقول فريق العمل “انه رغم مستوى التهديدات المتوسط بالنسبة لمجمل القطاع في تونس” فانه من الضروري دراسة طرق عمل ورقم معاملات وسطاء التامين و” ان اهم نقاط ضعف المنظومة تكمن في محدودية العاملين بشركات التامين وغياب برنامج دورات تفقدية وعدم فهم الشركات للحرفاء من الاشخاص السياسيين عاليي المخاطر وللاجراءات التي يجب اتباعها عند قبولهم كحرفاء” .