سيكون المنتخب الوطني التونسي لكرة القدم على موعد تاريخي من اجل الاقتراب من حلم مونديال روسيا 2018 عند مواجهته غدا الثلاثاء منتخب الكونغو الديمقراطية انطلاقا من الساعة السادسة والنصف مساء بملعب الشهداء بكينشاسا في اطار الجولة الرابعة من منافسات المجموعة الاولى.
ويخوض نسور قرطاج مباراة الغد بمعنويات مرتفعة بعد فوزه على منافسه الكونغولي 2-1 في أولى أيام عيد الأضحى كما ان تاريخ المواجهات بين المنتخبين يرجح كفة المنتخب التونسي ذلك ان العناصر الوطنية سبق لها ان التقت نظيرها الكونغولي في مجال تصفيات المونديال في 5 مناسبات انتهت 4 منها لصالح “النسور” فيما يعود الفوز الوحيد “للفهود” خلال تصفيات كاس العالم روما 1990 بعد الانتصار في كينشاسا بنتيجة 3-1 سنة 1989 ومع ذلك تبقى الأفضلية تونسية على مستوى الأرقام في مختلف المواجهات حيث التقى المنتخبان 12 مرة فازت فيها تونس 6 مرات و تعادلا في 3 مناسبات وبمثلها انتصرت الكونغو
ويسعى أبناء المدرب نبيل معلول الى البقاء في صدارة المجموعة ب9 نقاط بعد فوزهم الجمعة الماضي (2-1) في اطار الجولة الثالثة للتصفيات ومواصلة قيادة السباق قبل جولتين من نهايته وهو هدف يمر قصرا عبر تحقيق نتيجة إيجابية غدا امام منتخب الكونغو الديمقراطية (صاحب المركز الثاني ب6 نقاط ) على أرضية ملعب الشهداء مما يتطلب مجهودات جبارة فنيا وبدنيا وتكتيكيا في لقاء أجمعت كل الآراء على صعوبته في ظل سعي منتخب الكونغو الديمقراطية الى تجاوز عثرة رادس والعودة في سباق التصفيات.
وستعرف التشكيلة الأساسية للمنتخب التونسي بعض التغييرات التي املتها ظروف موضوعية وأخرى ذاتية اذ سيتغيب المهاجم طه ياسين الخنيسي عن اللقاء المنتظر بسبب عقوبة الإنذار الثاني في حين سيستعيد متوسط الميدان الفرجاني ساسي مكانه بعد الاحتجاب في حوار الذهاب كما ان طبيعة المباراة والأجواء الحافة بها ستملي على نبيل معلول تغيير الخطة التكتيكية واعتماد ورقة الحذر واليقظة الى جانب تفعيل عنصر المباغتة.
ولن تبقى التغييرات التي ستعرفها التشكيلة الأساسية للمنتخب التونسي في لقاء الغد طي الكتمان بعد ان اوضح المسؤول الفني الأول في تصريحه لمبعوث “وات” الى كينشاسا هذا الامر في معرض حديثه عن المباراة “لقاء يوم 5 سبتمبر الجاري سيكون مختلفا عن لقاء رادس باعتبار نوايا منتخب الكونغو الديمقراطية في رد الفعل وهو ما يضطرنا الى حسن التعامل مع بداية اللقاء وامتصاص ضغط وحماس المنافس قبل مباغتته في الوقت المناسب من اجل تحقيق نتيجة إيجابية نعزز بها موقعنا في صدارة المجموعة الأولى”.
ولعل رسوخ هذه القناعات لدى المدرب الوطني من شانها ان تبرر التنقيحات المرتقبة صلب التشكيلة الأساسية والتي لم تفك شفرتها بعد خاصة في ظل التكتم الكبير الذي رافق تحضيرات المنتخب التونسي في الأيام الأخيرة منذ الوصول الى العاصمة الكونغولية هذا فضلا عن طبيعة الأخطاء التي ارتكبها اللاعبون في مباراة الذهاب والتي يتعين معالجتها في مواجهة الغد الحاسمة وهو ما جعل المدرب نبيل معلول يشدد على ان “التشكيلة الأساسية التي ستواجه الكونغو الديمقراطية ستعرف تغييرات خاصة وان المنافس خلق لنا عديد المشاكل في الكرات العالية
وبالتالي فان الامكانية جد مطروحة للقيام بتغييرات سواء في صلب التشكيلة او في مراكز بعض اللاعبين حتى نكون على أهبة الاستعداد فنيا وتكتيكيا لتحقيق الهدف المنشود في هذا اللقاء الحاسم”.
ولن يخرج السيناريو التكتيكي للمباراة (في ظل التكتم الكبير الذي رافق التحضيرات) من احتمالين اثنين أي بالاعتماد على طريقة (5-3-1-1) وذلك بالتعويل على حمدي النقاز على الرواق الأيمن و الدفع برامي البدوي في محور الدفاع بمعية صيام بن يوسف و ياسين مرياح الى جانب الثلاثي ساسي وبن عمر والشعلالي وتجديد الثقة في المساكني مع الاعتماد على فخر الدين بن يوسف كراس حربة او التعويل على طريقة (4-3-2-1) أي بتجديد الثقة في ذات عناصر الخط الخلفي الذي شارك في لقاء الذهاب وإعطاء الفرصة للاعب كريم العواضي لتدعيم خط الوسط الى جانب الثلاثي ساسي والشعلالي وبن عمر الى جانب المساكني وبن يوسف وبالتالي تلوح الاحتمالات التكتيكية محدودة
ومهما يكن من امر الحسابات الفنية والتخمينات التكتيكية فان مثل هذه المباريات الفاصلة تحسم باقدام اللاعبين الذين تحدث اللاعب علي معلول بلسان حالهم قائلا ل”وات” في هذا الصدد “لقد اثبتت المباريات الأخيرة ان المنتخب التونسي يتطور باطراد ويمضى نحو الاحسن ويتعين علينا التعامل مع مباراة الغد بنفس الروح التي اظهرناها في لقاء رادس حيث اسعدنا الانتصار الأخير ولكن نحن بحاجة الى تأكيده في حوار كينشاسا حتى نعزز موقعنا في صدارة المجموعة الأولى ونقطع خطوة جديدة في اتجاه المونديال “.
ولن يكتفي منتخب الكونغو الديمقراطية بدور المتفرج في مباراته المصيرية ضد المنتخب التونسي بما ان الأجواء الساخنة التي تعيشها العاصمة كينشاسا في الساعات الأخيرة تدل على ان منتخب “الفهود” سيضع جميع امكانياته لرد الفعل وتجاوز عثرة رادس التي يعتبرها الجمهور الكونغولي مجرد حادث عابر. وسيعمل المدرب فلوران ابينغي بكتيبة على الاستعانة بكتيبة من المهاجمين لبلوغ مرمى ايمن المثلوثي .
وفي هذا الاتجاه مضى لاعب المنتخب الكونغولي غبريال زاكواني يقول في تصريح لمبعوث “وات” ان “هناك تفاؤلا كبيرا يسود الجميع من اجل تحقيق الفوز في لقاء الغد بفضل ما يتمتع به الجيل الحالي من اللاعبين من فنيات ومهارات عالية يجعل امل التاهل الى مونديال 2018 إنجازا مستحقا و لكنه صعب المنال و يمر حتما عبر تحقيق الفوز على المنتخب التونسي وعدم تكرار نفس الأخطاء التي ارتكبناها يوم الجمعة الفارط في تونس ويذكر ان مباراة المنتخب التونسي ونظيره الكونغولي سيديرها الحكم الجنوب افريقي دانيال بينيت.