“نار الجهويات تضطرم في مجلس نواب الشعب” و”وضع بلدي كارثي، مسار منقوص ومخاوف من مزيد التأجيل .. تأجيل الانتخابات البلدية خطوة الى الوراء” و”في تغيرات المشهد السياسي التونسي .. الثابت الوحيد .. التحالف الندائي النهضوي” و”فيما يزحف الظلام أمام المدارس .. الديمقراطيون آخر من يعلم” و”استرجاع الاستثمارات الكبرى حل للنمو”، مثلت أبرز العناوين التي تصدرت الصفحات الاولى للجرائد التونسية الصادرة اليوم الاربعاء.
لاحظت جريدة (الصريح) في مقال بصفحتها الخامسة، عودة الحديث بشدة وبكثافة في وسائل الاعلام المختلفة والمنابر المتعددة والمواقع الالكترونية عن الصراعات الجهوية المتأججة لاسباب أصبحت معلومة لدى القاصي والداني معتبرة أن أخطرها وأكثرها تهديدا لرمزية “الوحدة الوطنية” ذلك المد التحريضي العارم والمشحون بالكثير من الحقد والكراهية والحسد والرغبة الجامحة في اضرام نيران الفتنة.
واعتبرت أن بلادنا الصغيرة والفقيرة ليست بحاجة في هذه الفترة الحرجة من مسيرتها المتعثرة الى المزيد من المشاكل والافات الاجتماعية كما أن ديمقراطيتنا الهشة غير قادرة على الصمود طويلا أمام هذا التيار التخريبي الجارف الذي يقوده أعداء الشعب والوطن على مرأى ومسمع من الجميع ودون رادع مهما كان نوعه مشيرة الى أن هؤلاء وجدوا الفرصة سانحة لتصعيد تحريضهم على الفتنة الجهوية والامعان في تحريك سكين الحقد في الجرح النازف، وفق تقدير الصحيفة.
وتطرقت صحيفة (الشروق) في ورقة خاصة، الى تأجيل الانتخابات البلدية التي لم يستطع السياسيون اقناع الرأي العام والمواطن بهذا التأجيل بسبب ما سيمثله من خطوة أخرى الى الوراء على عدة أصعدة مشيرة أن مختصين في الشأن السياسي ذهبوا الى حد القول بأن اجراء هذه الانتخابات لن يكون الا بعد اتمام الانتخابات التشريعية والرئاسية موفى 2019 في ظل ما سيحصل من تداخل في المواعيد الانتخابية الى جانب ما ستسفر عنه الحسابات السياسية للاطراف الفاعلة والتي من الثابت أنها ستحدد الموعد النهائي للانتخابات وفق ما يخدم مصالها السياسية والحزبية وهو ما يعني أن معاناة المواطن من ضعف العمل البلدي قد تتواصل على الاقل أكثر من عامين آخرين، حسب ماء جاء بالصحيفة.
واهتمت (المغرب) في افتتاحيتها اليوم، بالتحالف الندائي النهضوي معتبرة أن الاحتياج المصيري النهضوي لمظلة النداء والباجي قائد السبسي يقابله دون شك احتياج ندائي لا يقل حيوية باعتبار أنه يصعب جدا في المدى المنظور تعويض الوزن الانتخابي والشعبي النهضوي، فالحكم الندائي لو أراد الاستمرار مضطر الى الارتكاز على تحالف قوي مع النهضة حتى يضمن أغلبية مستقرة.
واضافت أنه من الواضح أن هذا التحالف سيعيش حالات من الارباك الداخلي والخارجي وأن كل طرف سيسعى للاستفادة القصوى من “زواج” العقل هذا مبرزة أنه من الواضح أيضا أن النداء والنهضة سيطالهما تحول هام اذا ما استمر التوافق لسنوات طويلة وسوف يخلق ضرورة فراغا سياسيا ينتظر من يملاه وهذا ما تأخر حدوثه الى اليوم في تونس، وفق تقدير الصحيفة.
وأثارت جريدة (الصحافة) استفهاما جوهريا، حول مدى امكانية القول بأن قضية المعلمة، فايزة السويسي، يمكن أن تكون قادحا لاعادة ترتيب التناقضات الرئيسية والثانوية داخل البيت اليساري والتقدمي وهل يمكن أن تعاد صياغة الاولويات أصلا على أسس علمية عقلانية معتبرة أن الاوراق تشابكت وكلما تجسرت هوة بين الدساترة واليسار وكلما انفتحت هوة أخرى وقودها التلان والتأويل وكلما نادى الواقع بمرحلة جديدة على أنقاض “توافق فاشل” وكلما انغمست الحركة الديمقراطية في اللاواقعية وتكاسلت عن انجاز توافق ناجح.
واعتبرت (الصباح) في بطاقة اقتصادية، أن العودة الى النسب العادية للنمو والطموح الى 3 بالمائة وحتى 5 بالمائة نمو، يستوجب حتما استرجاع الاستثمارات الكبرى الغائبة تماما عن تونس منذ الثورة والتي تعتبر العنصر الاول القادر على اعادة الانتعاش الاقتصادي وبالتالي على الحكومة الحالية وضع برنامج والعمل على تحقيقه يتعلق باسترجاع المشاريع والدفع من أجل استقطابها ولو عبر الشراكة بين القطاعين العام والخاص.
وأضافت أن غياب الاستثمارات الكبرى أثر بصفة كبيرة في الواقع الاجتماعي في تونس خاصة أن بعضها كان سيغير من واقع البلاد اقتصاديا واجتماعيا وعقاريا وبيئيا دون نسيان خسارة مئات الالاف من مواطن الشغل التي كانت ستحل أزمة البطالة في البلاد.