“غير من أسلوبه .. المرزوقي يبدأ حملته الرئاسية باكرا” و”بعد تكذيب الدايمي .. هل يقدر المرزوقي على ثورة جديدة؟” و”اكتساح العنف لحياتنا اليومية .. هبة جماعية قبل الانحلال الكلي” و””العقم السياسي يستمر .. اليسار الكبير ما يزال صغيرا” و”المبيتات الجامعية .. صورة قاتمة ووضع مؤلم”، مثلت أبرز العناوين التي تصدرت الصفحات الاولى للجرائد التونسية الصادرة اليوم الاربعاء.
اعتبرت جريدة (الصريح) في ورقة خاصة، أنه رغم الجدل الكبير الذي أثارته وتثيره حلقات “شاهد على العصر” التي يدلي بها الرئيس السابق المنصف المرزوقي على قناة “الجزيرة” والتي وصلت الى حد الان الى جزئها ال26 الا أنها مثلت له مجالا للظهور الاعلامي في واحدة من أكثر القنوات مشاهدة في العالم العربي وهي قناة الجزيرة وهذا رغم انقسام المواقف تجاهها.
وأضافت أن الحضور الاعلامي لم يقتصر على ذلك بل انه اتخذ منحى آخر جديدا تمثل في التواصل المباشر مع الرأي العام من خلال لقاءات شعبية آخرها كانت في ولاية تطاوين مشيرة الى أن هذا التحرك يحيلنا الى ملاحظة يمكن رصدها وهي أن عين المرزوقي مازالت موجهة نحو قصر قرطاج لكن هذه المرة فانه يستعمل أسلوبا جديدا يمكن أن نصفه بكونه العمل على تجاوز الاخطاء السابقة وهي عديدة ومنها حالة التنافر بينه وبين الاعلام فما نراه اليوم انه يسعى لاصلاح الخلل بمعنى أنه بدأ يترك أسلوب التهجم ورفض التواصل، وفق تقدير الصحيفة.
وفي سياق متصل رأت صحيفة (الشروق) في مقال بصفحتها الرابعة، أن حراك تونس الارادة حزب معارض ومن حقه وواجبه في الان ذاته أن ينتقد الحكومة وأحزابها والمنظومة الحاكمة عموما وأيضا أن يسعى الى السلطة فالاحزاب لا تؤسس الا لغاية فضلى من الناحية الديمقراطية وهي الوصول الى السلطة وتجريب برامجها ومحاولة تحقيق أهدافها مبرزة أنه في ذلك تكريس للمبدأ الديمقراطي السامي المتمثل في التداول السلمي على السلطة.
وأضافت أنه في بلد يخطو خطواته الاولى في طريق الديمقراطية يبقى الاختلاف في الرأي ظاهرة صحية مثلها مثل تبادل الاتهامات بين الاحزاب ودعوة الانصار الى اليقظة لكن المشكلة أن الوضع السياسي والاجتماعي والاقتصادي هش وتهييج الجماهير قد يساعد على الاطاحة بالحكومات دون أن يساهم في توفير الحد الادنى من الاستقرار مشيرة الى أن المرزوقي والحراك عموما يشنان الحملة تلو الاخرى وهنا يطرح سؤال حول الغاية النبيلة ان لم تكن مجرد التهييج فان كان لترفيع الشعبية واسقاط المنظومة الحاكمة فانه من المفترض أن يكون هناك تركيز على البديل والحال أننا الى اليوم لا نعلم شيئا عن برامج الحراك ولا عن أهدافه لانه يركز على هدف واحد وهو اسقاط المنظومة الحاكمة والحلول محلها، وفق ما ورد بالصحيفة.
وتطرقت جريدة (المغرب) في افتتاحيتها اليوم، الى ظاهرة العنف التي اكتسحت حياتنا اليومية مشيرة الى أنه لا يكاد يمر يوم دون حدوث حوادث عنف فظيعة فردية كانت أم جماعية معتبرة أن الضعف النسبي للدولة ولاسس سلطتها بعد الثورة هو الذي يفسر انسياب موجة العنف الكبيرة داخل المجتمع أي وكأن الدولة فقدت بفعل الثورة جزءا من عنفها المختزن وكأن الافراد عادوا -بأشكال مختلفة- الى ما يشبه حالة الطبيعة والى تأسيس علاقات مبينة فقط على موازين القوة البدنية أو التنظيمية أو قوة العدد أو قوة “القبيلة” التي ينتمي اليها كل فرد.
واعتبرت أن أولى خطوات مقاومة العنف هي الاعلان التام والمطلق له من قبل الدولة ومن قبل المجتمع كذلك فلو واصلنا كأفراد وكأسر وكمجموعات سكنية أو مهنية في اللامبالاة تجاه كل مظاهر العنف فنحن نغذيه ولا نقاومه، وفق تقدير الصحيفة.
واعتبرت (الصحافة) في مقال بصفحتها الثالثة، أن الجدل الكبير الذي رافق اعلان، عبيد البريكي، عن مشروع حزب جديد اسمه “اليسار الكبير” لا يتعلق برقم مضاف على قائمة الشتات اليساري تحت مسمى “اليسار الكبير” ولا بالابحار في نوايا زعيمه بالترقم في السلطة أو في المعارضة بل يجب أن يتعلق بهذا الطيف الذي يتموقع بأسمى الافكار في أضيق المساحات، هذا الطيف الذي لم يتجدد ولم يتجاسر على اللعب في الثنايا المتعرجة لطريق السلطة.
وفتحت جريدة (الصحافة) من جهتها، ملف المبيتات الجامعية التي ما ان تفتح الجامعات أبوابها حتى تبدأ رحلة من المعاناة للالاف منهم من الجنسين الذين اضطرتهم دراستهم الجامعية للابتعاد عن عائلاتهم خاصة مع الغلاء الفاحش للمساكن الخاصة وانعدامها في بعض الجهات حيث لا يجد الطالب أو الطالبة من خيار سوى اللجوء الى المبيت الطلابي لتنطلق من هناك المشاكل.
وأشارت الى التذمرات الكثيرة التي تسمع على لسان الطلبة حول انعدام الظروف المحفزة على الدراسة وغياب الستلزمات الضرورية التي تضمن الراحة وطلبات لا تنتهي بوجوب تحسين بيئة السكن الجامعي ومتابعة أوضاع الطلبة داخله محاولة، من خلال جولة في عدد من الجهات، معرفة هل وجدت هذه الطلبات آذانا صاغية.