“تونسيات غادرن بحثا عن الامة .. واليوم يرغبن في العودة الى أرض الوطن” و”السكن وحقوق المواطنة” و”زيارة الباجي الى سوسة .. هل حققت أهدافها؟” و”في ضرورة تنظيم الزمن الاعلامي خارج الحملات الانتخابية .. خطاب المرزوقي في تطاوين مثالا” و”عبيد البريكي أي يسار يريد يسار السلطة أم يسارا وطنيا؟”، مثلت أبرز العناوين التي تصدرت الصفحات الاولى للجرائد التونسية الصادرة اليوم الجمعة.
سلطت صحيفة (المغرب) في افتتاحيتها اليوم، الضوء على أسباب اهتمام عدة وسائل اعلام بتوثيق “شهادات” التونسيات القابعات في السجون الليبية والسورية بمعية أبنائهن والحال أن هؤلاء يمثلن فئة من بين فئات أخرى من السجينات الحاملات لجنسيات مختلفة معتبرة أن لهذا الموضوع أبعاد قانونية تخص نظام العقاب وأخرى حقوقية فمن السجينات من تعرضت للاغتصاب ومنهن من عنفت وأخرى نفسية ذات صلة بالصدمات وما بعدها وأخرى اجتماعية تتعلق بأساليب الادماج والوصم الاجتماعي وأخرى استخباراتية تتصل بطريقة التثبت من المعلومات الى جانب أخرى بحثية ذات وشائج بالعدة المنهجية لتحليل هذه الشهادات والتعامل معها من حيث التصنيف والنظر في بنيتها وغايتها وأخرى اعلامية مرتبطة بطريقة التعامل مع موضوع السجينات دون السقوط في السطحية والبحث عن الاثارة.
وأشارت جريدة (الشروق) في افتتاحيتها، الى أن كارثة انهيار عمارة في مدينة سوسة وسقوط ضحايا أعادت الجدل حول ملف السكن في تونس معتبرة أن المأساة، وبغض النظر عن المتسببين فيها وخاصة مسؤولية السلط البلدية بمنع العائلات من الاقامة فيها لعدم صلوحيتها، تكشف عن واقع اجتماعي مؤلم يدفع بالاف العائلات الى الاقامة في مبان لا تتوفر فيها شروط السلامة وشروط الكرامة أيضا.
وأضافت أن مرحلة التسعينات شهدت أكبر جريمة في ملف السكن الاجتماعي حيث تم تحويل شركتي “السنيت” و”سبرولس” الى شركتي بعث عقاري وتخلت الدولة بذلك عن الصبغة الاجتماعية للشركتين بعد أن كانتا العمود الفقري للسياسة الاجتماعية في السكن فالصحة والتعليم والسكن كانت العناصر الثلاث التي بنت عليها الدولة بعد الاستقلال الاختيارات الاجتماعية الكبرى.
واعتبرت، ذات الصحيفة، في مقال آخر أن زيارة رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي الى سوسة لم تكن ناجحة سياسيا بل كادت أن تنجح لتوفر أسباب النجاح لكن التصنع أفسدها أو على الاقل حد من نجاحها مضيفة أن الزيارة كانت فرصة لتحقيق الاهداف وتبادل تحقيق المنافع من خلال قطع التهميش عن الجهة المضيفة وشحن رصيد ضيفها الانتخابي لكن الجهة لم تكن تحتاج الى تدشين معمل دواء و”مول” ضخم وتوسعة ملعب كرة قدم حتى تخرج من التهميش.
وأضافت أن ولاية سوسة بها مبان آيلة للسقوط على رؤوس أصحابها كما حدث لاحداها أمس الخميس وفيها قرى وبها أرياف تحتاج الى الحد الادنى من المرافق للشعور بآدميتها اضافة الى المصاعب الاجتماعية والاقتصادية التي لا يغطيها غربال الرفاهية الطاغية في المناطق الساحلية، وفق ما ورد بالصحيفة.
وتطرقت (الصحافة) في ورقة خاصة الى الاصداء الاعلامية للاجتماع الشعبي الذي نظمه حزب حراك تونس الارادة يوم الاحد المنقضي في مدينة تطاوين المعقل الانتخابي لرئيس الجمهورية المؤقت السابق المنصف المرزوقي معتبرة أنه تطرح مجددا اشكالية معايير التغطية الاعلامية لانشطة الفاعلين السياسيين خارج السياق الانتخابي ليس من منظور المضامين الذي تؤطره المدونة القانونية التونسية بما قد يكون كافيا ولكن من جانب المساحات الاعلامية التي يتعين تخصيصها لمختلف الحرفاء.
واضافت أن حيوية العلاقة بين الاعلام والسياسة والديمقراطية تفرض ايضا وضع معايير للتغطية الاعلامية خارج السياق الانتخابي ضمانا لحرية التعبير وللتعددية من ناحية وحتى لا تبقى هذه المسألة الجوهرية في الحياة الديمقراطية رهينة الاهواء أو التلاعبات الاتصالية، حسب ما جاء بالصحيفة.
ولاحظت جريدة (الصباح) في مقال بصفحتها الرابعة، عودة تداول موضوع اليسار الجديد داخل الاوساط السياسية وأساسا بين أهم قيادات اليسار التونسي سواء أولئك الذين نشطوا في الاتحاد العام التونسي للشغل أو الاتحاد العام لطلبة تونس أو حتى بعض النشطاء المستقلين بعد سلسلة اللقاءات التي انتظمت في الاونة الاخيرة بين عبيد البريكي وبين عدد من الشخصيات الوطنية ذات التوجه اليساري.
وأضافت أنه اذ تبدو فكرة اليسار الجديد اعادة لاحياء هذا التيار الفكري، الذي فقد جل مقوماته وبوصلته في كثير من الاحيان، فان احياءها من شأنه أن يخلق ديناميكية حقيقية بين مختلف الفواعل السياسية في بلادنا خاصة وأن تجميع اليسار خفت بريقه وفشلت الجبهة الشعبية في اقناع جل العائلات الفكرية في هذا التيار من الالتحاق بها كمدخل لتوحيد اليسار.