يتواصل اضراب سواق التاكسي الفردي بتونس الكبرى الى اجل غير محدد في ظل تفاقم حالة من الاستياء والتذمر فى صفوف المواطنين بسبب تعطل مصالحهم وكذلك لدى بعض سواق التاكسي لما لحقهم من اضرار مادية من جهة اخرى.
ويتمسك الاتحاد التونسي لسواق التاكسي الفردي بهذا الاضراب، الذى دعا له منذ 9 اكتوبر، الى حين استجابة سلطات الاشراف لمطالبهم المتمثلة اساسا فى الزيادة في التعريفة ومراجعة مدة الفحص الفني، حسب ما اكده، الاربعاء، أمين عام الاتحاد فوزي الخبوشي في تصريح لـ(وات).
ورغم دخول سواق التاكسي الفردي فى اضراب مفتوح الا ان عددا منهم يواصل نقل المواطنين دون وضع لوحة التاكسي (لوحة رقم التاكسي اعلى السيارة) حسب مالاحظته صحفية وكالة تونس افريقيا للانباء على مستوى حي الخضراء، كما اعلمها احد سائقي التاكسي حين استوقفته لايصالها الى مكان عملها بانه يمكنه ذلك لكن دون تشغيل العداد، وهو امر مخالف للقانون ويستوجب خطية مالية.
وتطابقت شهادات بعض المواطنين الذين ادلوا بها لـ(وات)، أن بعض سواق التاكسي المضربين يقلون الحرفاء بتعريفة قارة مهما كانت المسافة، فقد صرحت مروى 28 سنة مساعدة تدليك طبي تعمل بجهة حي النصر، انها عانت مشقة كبيرة في التنقل الى عملها حيث اضطرت الى دفع 10 دنانير لنقلها من محطة 10 ديسمبر باريانة الى حي النصر اي ما يعادل 4 مرات التعريفة العادية.
وتابعت، بنبرة استسلام لواقع مفروض عليها، “ان ما زاد الامر سوءا هو حالة الاكتظاظ التي لا تطاق فى وسائل النقل العمومي والذى تضاعف جراء هذا الاضراب فضلا عن تردي الخدمات في هذا القطاع الذى من المفترض ان يكون الوسيلة الاساسية لتامين تنقل المواطنين.
ولم تقف حالة الاستياء عند المواطنين فحسب بل طالت كذلك بعض سواق التاكسي الذين عبروا لـ(وات) عن انزعاجهم من هذا الاضراب الذي الحق بهم اضرارا مادية. ففى منطقة حي التحرير، امتنع يونس احد سواق التاكسي عن نقل حريفة متعللا بخوفه من ان تتعرض سيارته الى التهشيم من بعض الاطراف المنظمة لهذا الاضراب خاصة وانهم تلقوا تهديدا بذلك اذا لم يلتزموا بالاضراب وهو الامر الذى اكدته وزارة النقل من خلال تسجيل محاضر معاينة حول تهشيم بعض سيارات التاكسي.
وكان يونس الجالس داخل سيارته المركونة بجانب مقهى فى احد الاحياء بجهة حي التحرير يتابع نشرة الاخبار بالراديو لعله يسمع خبر وقف الاضراب ليستانف عمله الذي يمثل مورد رزقه الوحيد له ولعائلته.
وقد عبر سائق تاكسي اخر قبل الاضراب بيومين، عن رفضه لقرار الاضراب الذي سيكبده خسائر مادية وهو الذي يشتغل كسائق اجير قائلا انه سيضطر للعمل يوم الاحد لكي يتمكن من جني بعض المال قبل الدخول في هذا الاضراب الملزم بتنفيذه خوفا من التهديدات الصادرة عن بعض الاطراف.
ووصف الخبوشي، هؤلاء الاشخاص الرافضين للاضراب “بالشرذمة التى تخدم مصالح منظمة نقابية اخرى” في اشارة الى الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية وهي اطراف تبحث عن الفوضى.
وقال في نبرة من التحدي ان نقابته لديها تمثيلية اكبر من الغرف النقابية الجهوية لتونس الكبرى لاصحاب سيارات التاكسي الفردي التابعة لمنظمة الاعراف فمنظمته تضم على حد قوله اكثر من 8 الاف منخرط في تونس الكبرى وهو رقم يفوق بكثير اولئك المنضوين تحت لواء منظمة الاعراف.
وتناقضت تصريحات الخبوشي مع رئيس الغرفة النقابية الوطنية لاصحاب سيارات التاكسي الفردي، معز السلامي، الذي اكد ان المنضوين تحت لواء الاتحاد التونسي لسواق التاكسي الفردي “يمثلون اقلية” امام العدد الكبير للمنخرطين في الغرف النقابية والذي يناهز عددهم 14700 منخرط خلال الفترة 2015/2016 (موزعة على منوبة 1700 واريانة 2500 وتونس 9000 وبن عروس 1500).
وقال ان منظمته لاتتبني هذا الاضراب الذى وصفه بغير المجدي بل انها دعت منظوريها الى ضرورة الخروج للعمل غير ان بعض سيارات التاكسي تعرضت الى عمليات عنف وتهشيم وهو ما حدا بهم الى اعطاء تعليمات للخروج الى العمل دون وضع اللوحة مع تحديد المناطق السواداء التى يتعين عليهم الابتعاد عنها على غرار الطريق الشعاعية اكس 3 حيث تم تهشيم سيارة وكذلك على مستوى باب عليوة التى سجلت فيها عمليات اعتداء مادي وجسدي دون توفر اي حماية.
واكد مدير عام الادارة العامة للنقل البري بوزارة النقل فرج علي، فى تصريح ل(وات)، ان المطالب التى تقدم بها الاتحاد التونسي لسواق التاكسي الفردي ليست بالجديدة مشيرا الى ان الوزارة تعكف على دراسة هذه المطالب قبل شن هذا الاضراب من خلال عقد جلسات متواصلة مع ممثلي الغرف النقابية لاصحاب سيارات التاكسي التابعة للاتحاد التونسي للصناعة والتجارة الذي يعد الطرف النقابي الاعرق والاكثر تمثيلية.
وافاد ان المشكل المطروح فى قطاع سواق التاكسي الفردي يكمن في وجود نقابتين هما الغرف النقابية لاصحاب سيارات التاكسي التابعة منظمة الاعراف والإتحاد التونسي للتاكسي الفردي، المنشق عن هذا الاخير والذى تم احداثه منذ بضعة اشهر مبينا ان الوزارة استمعت سابقا لمطالب الاتحاد وهي مستعدة لمزيد سماعهم.
وقال ان الوزارة لم تعقد منذ تاريخ انطلاق الاضراب (9 اكتوبر) الى اليوم جلسات مع الجهة المنظمة للاضراب في وقت اعلن فيه خبوشي عدم التوصل الى اتفاق خلال جلسة عقدت مساء الثلاثاء في مقر رئاسة الحكومة بالقصبة لإيجاد حلول للإضراب المفتوح.
وقال الأمين العام للاتحاد التونسي للتاكسي الفردي فوزي الخبوشي في تصريح اعلامي أن الجلسة كانت “‘مجرد جلسة ودية ولا يمكن إلغاء الإضراب على أساس الوعود…لا يوجد تجاوب من أي سلطة’..