“ألهب الاسعار وأثر على النشاط الاقتصادي وعلى دراسة طلبتنا بالخارج .. انهيار الدينار” و”حتى لا تتحول الحرقة الى حريق” و”على الحكومة الاسراع بالاصلاحات واعتماد المصارحة .. حتى لا يمتد سوق الاحد الى باقي الاسواق” و”احرق وقطع..” و”عن حادثة اصطدام الخافرة العسكرية بمركب يقل حارقين .. لا للصمت حتى لا تتكرر المأساة”، مثلت أبرز العناوين التي تصدرت الصفحات الاولى للجرائد التونسية الصادرة اليوم الجمعة.
أشارت جريدة (الشروق) في مقال بصفحتها الرابعة، الى أن أزمة الدينار لم تترك مجالا أو قطاعا الا واستهدفته معتبرة أنها أزمة تاريخية أثرت بشكل سلبي على حياة التونسيين وبدأت تهدد بالقضاء على أغلب مقومات الحياة في البلاد وسط توقعات بتواصل انهياره سنة 2018.
وأبرزت أن أكثر المتضررين من هذه الازمة العائلات التي يدرس أبناؤها في الخارج لان المبالغ التي يقع تحويلها من الدينار الى الاورو لم تعد تكفي الطالب في الخارج ليتحمل نفقات السكن والاكل واقتناء المواد المدرسية وهو ما دفع ببعضهم الى الانقطاع عن الدراسة، دون الحديث عن عن السفر الى الخارج لاسباب متأكدة (مثلا للعلاج أو لقضاء شأن ما أو لعقد صفقات أو للبحث عن أسواق بالنسبة لرجال الاعمال والمصدرين) مشيرة الى أن ذلك أصبح يهدد بجعل تونس دولة معزولة عن العالم غير قادرة على التواصل مع الخارج عبر التوريد أو السفر وهو ما يستدعي تدخلا من الدولة لايجاد الحلول الملائمة.
واعتبرت (الصحافة) في ورقة خاصة، أن ما جرى في معتمدية، سوق الاحد، يدعو الى التساؤل عن الجدوى من بناء مناطق ومخافر للامن اذا كان لا يتدخل حتى لفض تجمهر لا يتجاوز العشرين شخصا ويتركه حتى يحرق المقرات الرسمية ويغلق الطريق ويهاجم حتى المناطق الامنية ويحرقها مشيرة الى أنها ليست المرة الاولى في ولاية قبلي فتقريبا لم يسلم فيها مركز ولا منطقة ولا حتى نقطة حدودية متقدمة من الحرق مرات ومرات طيلة السنوات الفارطة دون أن يتدخل الامن رغم أن التعداد كان كافيا والدفاع عن المقرات الرسمية كان ممكنا ودون احداث خسائر بشرية وأحيانا كان عدد العناصر المسلحة بالنقطة الرسمية أكثر من عدد المهاجمين ومع ذلك تتكرر العملية في كل مرة ولا يعلم أحد ما هي الاسباب الحقيقية الكامنة وراء هذا التخاذل في حماية المقرات الرسمية رغم أن كل القوانين الى جانب المتواجدين فيها ورغم أن عدد المهاجمين لم يتجاوز أبدا بضع عشرات.
ورأت جريدة (المغرب) في افتتاحيتها اليوم، أن قضية الحرقان قضية معقدة لا تختزل في طرح واحد بل تحلل وفق مقاربات متنوعة تساعد على تفكيك المتخيل الجمعي وتمثلات الهجرة الى الغرب معتبرة أنه على هذا الاساس فان دولة بلا سند معرفي لا يمكن أن تتجاوز أزماتها.
وأضافت أنه بدل تزييف الوعي وممارسة العمى الارادي علينا أن نواجه أنفسنا .. لم بات الشاب مقاطعا للدراسة الجادة والعمل الدؤوب رافضا الاعتراف بقصوره وهشاشة معارفه؟ ولم أضحى الشاب ملولا متسرعا رافضا الصبر والتدرج من وضع الى آخر؟ ولم بات اختزال المسار الحياتي في القيم المادية والقفز على المراحل على حساب المنظومة القيمية مشروعا؟”.
وتطرقت (الصباح) في مقال لها، الى التحركات الاحتجاجية الشعبية التي سجلت أمس الخميس بعدد من المناطق الداخلية مثل قبلي وسيدي بوزيد على خلفية الحادثة الاليمة التي جدت بتاريخ 8 أكتوبر الجاري في عمق مياه جزيرة قرقنة من ولاية صفاقس والتي تمثلت في اصطدام “خافرة” عسكرية تابعة لجيش البحر بمركب يقل مهاجرين سريين (حارقين) مما أدى الى مقتل ثمانية أشخاص وفقدان العشرات معتبرة أن هذه الاحتجاجات وعلى الرغم من صبغتها العنيفة والمنفلتة قد تبدو وبشكل من الاشكال مفهومة اعتبارا للطابع المأسوي للحادثة ول”الغموض” الذي مازال يكتنفها ويحيط بها اذ والى غاية يوم أمس الخميس لا معلومات ودقيقة وشافية من مصادر رسمية خاصة سواء كانت عسكرية أو قضائية حول حيثيات الحادثة وملابساتها مما فتح المجال بالمقابل الى سريان وشيوع حزمة معلومات وأخبار متناقضة تناقلتها ولا تزال منابر ووسائل ومحامل اعلامية مختلفة زادت جميعها في تأكيد وترسيخ طابع الغموض بالمعنى “الاستفزازي” وربما “التحريضي” للكلمة، وفق ما ورد بالصحيفة.