دعا عدد من نواب البرلمان اليوم الاربعاء مجلس نواب الشعب إلى تحمل مسؤوليته وتكوين لجنة تحقيق برلمانية في حادثة غرق مجموعة من الشباب التونسي وموضوع الهجرة غير الشرعية بصفة عامة معتبرين المسألة “كارثة وطنية” .
وانتقدوا خلال جلسة افتتاح الدورة البرلمانية الرابعة للمدة النيابية الاولى أن يمر البرلمان على الحادثة مرور الكرام وان لا يتلوا الفاتحة على أرواحهم شأنهم شأن ضحايا سقوط عمارة سوسة والوزير السابق الفقيد الأزهر بوعوني الذين لم يأت البرلمان على ذكرهم.
وفي هذا الصدد اعتبرت النائبة سامية عبو (التيار الديمقراطي) أن ضحايا غرق المركب الذين كانوا بالعشرات وضحايا سقوط عمارة سوسة هم شهداء لإهمال الدولة وانهيارها وتكريسها للفساد.
وقد لفت النائب زهير المغزاوي (حركة الشعب) إلى أن غرق عشرات الشباب التونسي عرض البحر هو كارثة وطنية مبينا أنهم كانوا كذلك ضحايا للفقر والتهميش داعيا في هذا الجانب إلى فتح تحقيق جدي حول موضوع الهجرة غير الشرعية.
من جهته قال النائب حبيب خضر (حركة النهضة) أن هؤلاء الشباب قد فقدوا حياتهم سعيا منهم لتحقيق آمالهم رغم إساءتهم التقدير ووقوعهم ضحية من تلاعب بهم.
وطالب المجلس بتوجيه رسائل اهتمام تعمل على بث روح الأمل لدى الشباب الحالم بالهجرة غير الشرعية مبينا ان من غرقوا هم عينة من شباب تونس ومن واجب المجلس ان يتابع مسار التحقيق لكشف الحقيقة.
أما النائبة حياة عمري (النهضة) فقد وجهت نداء إلى المجلس لتحمل مسؤوليته كسلطة تشريعية وتنفيذية وإتاحة الفرص للشباب لصنع الأمل معتبرة ان ما جد مع شباب سيدي بوزيد وبئر الحفي والسبالة يعد فاجعة.
وفي هذا الإطار تساءلت عن التمويل الذي خصص للتشجيع على المبادرة الخاصة الذي تمت المصادقة عليها في قانون المالية لسنة 2016 مبينة ان هذه النقطة قد ظلت مجرد شعارات خاصة لشباب سيدي بوزيد.
من جانبه دعا النائب عمار عمروسية (الجبهة الشعبية) المجلس والحكومة والرئاسة إلى العودة إلى الشعب والنظر في مشاكله من الشمال إلى الجنوب.
كما طالب الشعب التونسي باستعادة سلطته ودولته منتقدا تناسي المجلس لحادثة ضحايا الغرق التي أحدثت كارثة في تونس .
أما النائب ابراهيم بن سعيد فقد انتقد مسألة تناسي حادثة الغرق رغم الاحتجاجات القائمة اليوم في سيدي بوزيد وبئر الحفي مبينا ان البرلمان ممثلا للشعب ولا بد من إيلاء مشاكله الإهتمام اللازم دون تفرقة.
من جانبه أكد النائب محمد بن صوف (نداء تونس) انعقاد مجلس وزاري أمس بخصوص حادثة الغرق وتم الإتفاق على توجيه وفد إلى إيطاليا يترأسه كاتب الدولة للهجرة للنظر في السبل الكفيلة لتسوية أكثر من 800 تونسي وصلوا إحدى الجزر الإيطالية مؤخرا.
وبين أنه سيكون للوفد لقاء مع وزير الداخلية الإيطالي لتباحث المسألة موضحا أن مسألة الهجرة غير الشرعية كانت في السابق بيد عصابات لكنها اليوم باتت بيد قوارب مجهولة تأتي من أماكن اخرى للتغرير بالشباب التونسي ونقلهم إلي إيطاليا.
وقد أثار النواب خلال الجلسة العامة مسألة عدم تطرق البرلمان الى وفاة الوزير السابق الازهر بوعوني وهو ما انتقده النائب عمار عمروسية وكذلك النائب فاضل بن عمران الذي أكد أن الفقيد كان ممن كما
يشار إلى انه تم خلال الجلسة العامة الاعلان عن تعويض النائب أميرة الزوكاري للنائب الطاهر بطيخ المستقيل من البرلمان كما تم الإعلان عن تركيبة مكتب مجلس نواب الشعب وتوزيع المسؤوليات داخل اللجان التشريعية والخاصة. خدموا البلاد وممن شملهم قانون المصالحة لعدم تحملهم المسؤولية عما جد في السابق.
ويجدر التذكير من جهة اخرى انه وفق آخر حصيلة محينة لوزارة الدفاع الوطني فقد أسفر حادث اصطدام مركب للمهاجرين غير الشرعيين بوحدة بحرية تابعة للجيش الوطني يوم 8 أكتوبر عن وفاة 45 شخصا.
وكان مجلس وزاري انعقد أمس الثلاثاء واستعرض تقدم التحقيقات في ملابسات الحادثة التي أكد رئيس الحكومة على ضرورة استكمال التحقيقات المتعلقة بها في اقرب الآجال، والكشف عن نتائجها للرأي العام، وعلى ضرورة تحديد المسؤوليات في هذه الحادثة، وتطبيق القانون والنأي بالمؤسسة العسكرية عن التشكيك والتجاذبات.