طالب ممثلو منظمات وطنية (الاتحاد الجهوي للشغل والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان والجمعية التونسية لمناهضة التعذيب) وجمعيات ناشطة بسيدي بوزيد وأهالي عدد من الضحايا والمفقودين من أبناء الجهة في حادثة غرق القارب يوم 8 اكتوبر الجاري، بفتح تحقيق جدي للكشف عن ملابسات غرق القارب الذي كان يقل مهاجرين غير شرعيين من الجهة.
ودعا الازهر قمودي كاتب عام الاتحاد الجهوي للشغل، في ندوة صحفية، الحكومة والمؤسسة العسكرية لتقديم التوضيحات الكاملة والاسباب الحقيقية التي تقف وراء غرق مركب الشباب الحارق وطالب بفتح تحقيق “جدي ونزيه” لتحديد المسؤوليات معبرا عن تضامنه مع اهالي المفقودين من أبناء الجهة.
كما حمل المسؤولية كاملة للحكومة في ما اعتبره عجزا عن مقاومة هذه الظاهرة الخطيرة، مشيرا الى ان مقاومة مثل هذه الظواهر الاجتماعية يتم باتباع منوال تنموي جديد.
وفي تدخله استعرض محمد عزيز خليفي الناجي الوحيد من الجهة في حادثة المركب، تفاصيل غرق المركب، مؤكدا “تعمد قوات الجيش اغراقهم وسوء معاملتهم”، حسب تعبيره.
وأشار الى ان الحالة الاجتماعية الصعبة لشباب معتمدية بئر الحفي هي التي دفعتهم الى مغادرة البلاد وتبني حل الهجرة بالرغم من معرفتهم بما يحف به من صعوبات وخطورة، على غرار الضحية رمزي فريضي، الذي اكد والده حسين محمد الأخضر فريضي ان حالة ابنه الاجتماعية الصعبة دفعته الى الهجرة بعد مجهودات مختلفة بذلها في جمع المبلغ المطلوب منه، مطالبا بكشف الملابسات الحقيقية لغرق القارب.
وشددت سميرة محمودي اخت الضحية جاسم محمودي على تمسكها صحبة أبناء بئر الحفي بكشف الحقيقة والبحث عن الأسباب الحقيقية لموت المهاجرين.
وطالب بودربالة النصيري رئيس الفرع الجهوي للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان بفتح تحقيق فوري وجدي لتحديد ملابسات الحادث والاطراف المتسببة فيه وبضرورة المعالجة الجذرية لظاهرة الهجرة غير الشرعية من خلال الانكباب على مواضيع التنمية والتشغيل في الجهات المحرومة.
واعتبر معز الصالحي عن الجمعية التونسية لمناهضة التعذيب ان “غرق القارب جريمة ضد الإنسانية وليست مجرد حادثة وستواصل الجمعية التحقيق فيها وتدويلها ان لزم الامر”، حسب قوله.
وبدوره أعلن عيسى جابلي ناشط بالمجتمع المدني منطقة بئر الحفي منطقة منكوبة وطالب بإعادتها الى الخريطة وتخصيص ميزانية انقاذ للجهة والابتعاد عن السياسات الترقيعية التي لم تجد نفعا منذ سنوات.
وأجمع الحضور من ممثلي المنظمات الوطنية والجمعيات الناشطة بالجهة على ضرورة البحث عن الأسباب الحقيقية التي دفعت بشباب الجهة الى الهجرة ومحاولة إيجاد حل جذري للقضاء على هذه الظاهرة منددين بتجاهل نواب الجهة والحكومة لمشاغل الجهة خلال هذه النكبة.
يشار الى ان العدد الجملي لشباب بئر الحفي الذين استقلوا المركب الذي تعرض للحادثة يوم 8 أكتوبر الماضي يبلغ 11 شخصا نجا منهم شخص واحد وهو محمد عزيز خليفي ولا يزال اثنان منهما مفقودين وهما امين حامدي ودليل خليفي في حين توفي 9 اخرين وصل جثمان اخرهم اليوم الاحد وهو رمزي خليفي.
شوقي