أعلن المخرج إلياس بكار في تصريح لوات أنه سيقوم بتصوير فيلمه المقبل في أحد أحياء العاصمة الفرنسية باريس. جاء ذلك على إثر عرض فيلمه الوثائقي “أنا فين؟” مساء الجمعة بدار تونس بباريس.
ورفض بكار تقديم معطيات إضافية عن فحوى الفيلم أو عنوانه أو فريق العمل السينمائي الجديد. وبيّن هذا المخرج المقيم في بلجيكا أنه غادر تونس منذ نحو سنة ليبدأ تجربة سينمائية جديدة ومسيرة مهنية على الصعيد الدولي.
وأضاف أنه، على غرار العديد من الأجيال الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و70 سنة “أحس بالضياع في تونس” على حد قوله، وهو ما عبر عنه في وثائقي “أنا فين؟” الذي يجسد من خلاله التناقض الموجود في المجتمع التونسي عبر التركيز على الواقع المعيش للمرأة سواء في الريف أو المدينة.
هذا الإحساس ما فتئ يزداد رسوخا لدى المخرج إلياس بكار وهو ما جعله، وفق قوله، يعبر عنه ثانية في شريطه “تونس الليل” المعروض حاليا في قاعات السينما في تونس مضيفا في هذا السياق “هناك غياب للمرجعيات وهو ما عبرت عنه في شريط تونس الليل من خلال شخصية التائه”.
وشدد المخرج في المقابل على أن علاقته بتونس لا تشوبها شائبة قائلا “هناك رابط سيظل يجمعنا مدى الحياة”. وأوضح أن تنقله للعيش في بلد آخر سببه مهني بحت، وهو تطور عادي لمسيرته السينمائية كمخرج يسعى إلى إيجاد فرص تقوده إلى صنع أفلام تبلغ العالمية.
“أنا فين؟” هو أول شريط وثائقي طويل (70 دق) في رصيد المخرج إلياس بكار، وقد أنتج في أوت 2016 وقدم في عرضه العالمي الأول في سبتمبر من العام ذاته في تونس وذلك في افتتاح الدورة الرابعة من المهرجان الدولي لأفلام حقوق الإنسان.
ويعبر المخرج في هذا الوثائقي، الذي استغرق إعداده أربع سنوات، عن حالة التيه والضياع التي سكنته وعدد من المواطنين التونسيين، خاصة في الفترة التي تلت 2011، جراء التجاذبات السياسية والاختلافات الإيديولوجية التي أعادت إلى السطح مرة أخرى قضايا تجاوزها الزمن ومن أهمها حرية المرأة فضلا عن توثيقه لعديد التحركات الاحتجاجية التي عرفها المجتمع التونسي آنذاك سواء في العاصمة أو في قرى المناطق الداخلية.