– أمضى كلّ من جامعة جندوبة، شركة ستيال “دليس دانون” والبنك التونسي للتضامن، اليوم 24 أكتوبر 2017، اتفاقية شراكة بين القطاع العام والقطاع الخاص تهدف لإطلاق مشروع في مجال إنتاج الحليب من شأنه أن يضمن عملا قارّا كمربّي ماشية لخريجي جامعة جندوبة العاطلين عن العمل.
جاء هذا المشروع « LaitEspoir » لوجود قناعة لدى الشركاء بأنّه لابدّ من حلّ معضلة تشغيل خريجي الجامعة العاطلين عن العمل من تطوير نظام تكوين تكميلي ومرافقة مهنية لتوفير مناخ مناسب لظهور الكفاءات وتشجيع الباعثين الجدد على المبادرة الخاصّة.
إنّ اختيار الشمال الغربي لإطلاق هذا المشروع يعود لكونه منطقة فلاحيّة بامتياز تتمتّع بمخزون هام لتربية الأبقار وإنتاج الحليب.
لتحقيق أهداف « LaitEspoir » لابدّ من توفّر ثلاثة فاعلين أساسيين في المشروع :
جامعة جندوبة، تقترح على المترشحين تكوينا تكميليا يمكّنهم من الاندماج في هذا المجال.
البنك التونسي للتضامن، سيموّل المشاريع بعد التأكّد من أنّ التكوين المتّبع يضمن ديمومة المشروع.
دليس دانون، ستهتمّ بالمرحلة العملية التي تتمثل في إنشاء الضيعات، التأطير التقني للباعثين وخاصة وضع صهريج صغير على ذمّة كلّ باعث لحفظ الحليب.
إنّ الشركاء في هذا المشروع مدعومون على المستوى الجهوي بائتلاف وقع تكوينه تحت رعاية جامعة جندوبة، ويضمّ الائتلاف ممثلين عن مختلف الهياكل الجهوية: الولاية، ديوان تربية الماشية وتوفير المرعى، المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية، وكالة النهوض بالاستثمار، وكالة الإرشاد والتكوين الفلاحي..وسيرافق الائتلاف جميع مراحل المشروع ويوفّر للباعثين الجدد المساندة والضمانات الممكنة لإنجاح المشروع.
يمرّ بعث ضيعة « LaitEspoir » بستّ (6)مراحل: الاختيار، التكوين، الدراسة التقنية الاقتصادية ، التمويل، المساندة، التأطير والتصرّف في المنتوج.
سيقع اختيار المترشحين حسب معايير محدّدة سلفا من الائتلاف (على كلّ مترشح أن يكون مالكا أو متسوغا لقطعة أرض مساحتها 05 هك سقوي أو 10 هك بعلي)، ثم بعد ذلك المرور بمرحلة التكوين التي تتمثل في تعليمهم الأسس وتكوينهم لمهنة مربّي أبقار، وتدوم مرحلة التكوين المتخصّص 378 ساعة تنقسم كالتالي :
12 أسبوعا من التكوين النظري وأسبوعان تكوين تطبيقي تنتهي بامتحان ثم الحصول على شهادة.
وسيكون التكوين مشفوعا بدراسة تقنية-اقتصادية تأخذ بعين الاعتبار مؤهلات كلّ مترشح للترفيع في حظوظ نجاح المشروع.
أمّا بالنسبة لتمويل المتكوّنين لتنفيذ مشاريعهم فيؤمّنه بنك التضامن التونسي بسقف 150 ألف دينارا يقع تسديدها على أقساط شهرية أو سنوية مع التمتع بإعفاء خلال السنة الأولى من النشاط.
بعد المرور بهذه المراحل، سينتفع الباعث الشاب بتأطير دقيق ومتابعة عن قرب من طرف شركة ستيال وبقية الشركاء في الائتلاف ممّا سيمكّن من تحسين الإمكانيات التقنية وتسريع آليات التدخل عند حدوث إشكال.
ستضع شركة ستيال على ذمّة الباعثين صهريجا صغيرا للحفاظ على جودة الحليب الذي سيقع إنتاجه وذلك قصد طمأنتهم وضمان توزيع منتوجهم وستوقع مهم عقد شراء لمدّة 10 سنوات.
إنّ إمضاء هذه الاتفاقية الثلاثية ذات الأهمية البالغة، خاصّة في وضع لا تنفكّ فيه نسب بطالة حاملي الشهائد العليا ترتفع بصفة محيّرة في ظلّ أزمة اقتصادية مستمرّة، إنّ مبادرة مثل هذه لا يمكن إلاّ تثمينها عسى أن تنخرط فيها مؤسسات وجامعات أخرى.
1) جامعة حندوبة، تضمّ 13 مؤسسة جامعية بما فيها معاهد ومدارس عليا للمهندسين في المجال الفلاحي وهي: المعهد العالي للبيوتكنولوجيا بباجة، المدرسة العليا للمهندسين بمجاز الباب، معهد الغابات والمراعي بطبرقة والمدرسة العليا للفلاحة بالكاف.
2) تتمتع دليس دانون بتجربة في مجال تكوين وتأطير منتجي الحليب وقد ذهبت للالتقاء بصغار ومتوسطي المربين من أجل تحسين الإنتاجية وجودة الحليب والهدف هو إعادة تثمين مهنتهم وتمكينهم من الخبرات اللازمة عن طريق التكوين، التأطير والمتابعة التقنية، وقد وضعت دليس دانون منذ سنة 2013 استراتيجية منظّمة لإيجاد حلول
3) دائمة لهذه الوضعية، هكذا ظهر للوجود مشروع “حليبنا” الموجه لصغار المربين ومشروع «Evolution » الموجه لمتوسطي المربين.
4) البنك التونسي للتضامن، أول بنك تونسي مختص في تمويل المشاريع الصغرى عن طريق التمويل المباشر عبر 24 فرعا في مختلف ولايات الجمهورية، ويتمثل دوره في منح قروض لحاملي الشهائد العليا والمهنيين والحرفيين الذين لا يملكون ضمانات كافية، وهو يموّل الباعثين بصفة فردية والمحترفين والمؤسسات الصغرى ويساهم في دفع روح المبادرة.