اعطيت يوم امس الاربعاء باحدى واحات قرية تنبيب من معتمدية قبلي الشمالية اشارة انطلاق موسم جني التمور بحضور والي الجهة وممثلين عن مختلف الادارات ذات الصلة، حيث واكب الحاضرون مختلف المراحل التي تمر بها عملية الجني وتعرفوا على ابرز المعطيات التي تخص الموسم الحالي خاصة من ناحية تقديرات الصابة وما سبقها من عمليات تحضير.
واوضح المندوب الجهوي للتنمية الفلاحية طاهر مباركي بالمناسبة ان “كافة المؤشرات تدل على تميز صابة هذا الموسم من حيث الكمية والجودة، خاصة وان العوامل المناخية ملائمة لنضج حبات التمر بصورة ممتازة”، واشار الى ان “التقديرات المتوقعة للصابة تناهز 200 الف طن، منها 186 الف طن من نوع دقلة النور الموجهة في اغلبها للتصدير، خاصة وان الجهة تنتج قرابة 70 بالمائة من المنتوج الوطني من هذا النوع الذي سمح للتمور التونسية باحتلال المراتب الاولى في الاسواق العالمية، واسهم في جلب العملة الصعبة للبلاد”.
ومن جهته، بين رئيس الاتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري توفيق التومي ان “قطاع التمور بات يحتل مرتبة متقدمة من حيث العائدات التي يؤمنها للدولة من العملة الصعبة بعد زيت الزيتون”، وبين ان انتاج التمور بولاية قبلي “يمثل العمود الفقري للدورة الاقتصادية، الا انه لا يزال يعاني من بعض الصعوبات واهمها تاخر دخول المصدرين الذين يقتنون الكمية الاكبر من المنتوج عن طريق مجمعيهم المنتصبين بالجهة، وهو ما بات يطرح وبالحاح موضوع التسريع ببعث الديوان الوطني للتمور الذي من شانه حماية الفلاح وضمان حسن رواج صابته”.
وبدورهم عبر عدد من الفلاحين من منطقة تنبيب عن مخاوفهم من تاثر موسم الجني ببعض الاشكاليات التى من اهمها النقص الحاد في اليد العاملة ومحدودية عدد نقاط التجميع، فضلا عن القدرة المحدودة لولاية قبلي في التصدير المباشر لمنتوجها من التمور، والذي لا يتجاوز 9 بالمائة من الصادرات الوطنية رغم انتاجها لاكثر من 70 بالمائة من التمور التونسية، الى جانب بعض الاشكاليات التي باتت تمس القطاع الفلاحي ككل مثل تراجع منسوب المائدة المائية وتملح المياه وعدم تهيئة بعض المسالك داخل الواحات.