أظهرت مختلف المؤشرات المتصلة بالأوضاع الأمنية والعسكرية بولاية الكاف تحسنا كبيرا في أداء المنظومتين وسيطرة كاملة على المناطق الجبلية والغابية التي كانت تشكل المخابئ الرئيسية للإرهابيين، حيث تمكنت قوات الجيش الوطني، خلال الأشهر الماضية، من تطويق كامل جبال ورغى واحكام السيطرة على المغاور والكهوف، وفق ما أفادت به مصادر أمنية مطلعة.
وأوضحت ذات المصادر، لمراسل (وات) بالجهة، أن السيطرة على المغاور التي كان يستعملها الإرهابيون للتستر ولتجنب رصدهم من قبل القوات العسكرية والأمنية أسفر عن استقرار أمني في كل الجهات والمناطق التي كانت تستهدفها بعض العناصر الإرهابية للسطو على المنازل ونهبها من المؤونة ومختلف المواد الغذائية.
وتبرز التقارير التي تم تقديمها، في عدة مناسبات، أن القوات الأمنية والعسكرية نجحت في التوغل داخل جبال ورغى والسيطرة على جبال للاّعيشة وجبال كشار ذات التضاريس الوعرة، ونصبت بها دوريات قارة وأخرى متنقلة لتتبع اثار الإرهابيين والقضاء عليهم مما جعل العناصر الإرهابية تغادر كليا المنطقة وتنتقل إلى جهة القصرين أين تم القضاء على بعض منها سواء من طرف القوات الأمنية، أو العسكرية الوطنية،أو القوات العسكرية الجزائرية اللتان تعملان في إطار التشاور والتنسيق المشترك بهدف القضاء على ظاهرة انتشار الإرهاب وكذلك التهريب والهجرة غير الشرعية.
و أفادت عدة مصادر أمنية أن هذه الجهود مكنت من الحد من عمليات التهريب في الاتجاهين بين تونس و الجزائر خاصة بالنسبة للمحروقات و تهريب الماشية وبعض المواد الحساسة المتداولة بين المهربين في كل من تونس والجزائر.
وتعتمد القوات العسكرية في عملياتها على المراقبة الجوية المستمرة وكذلك على استعمال طائرات بدون طيار للكشف عن الإرهابيين وعن مخابئهم وتحركاتهم، إضافة إلى استخدام معدات عسكرية متطورة مكنت من تحسين القدرات القتالية والعملياتية للقوات العسكرية والأمنية.
وقد ساهم انتشار قوات الأمن والجيش في مختلف أنحاء ولاية الكاف من تحقيق الأمن والاستقرار والحد من بعض الظواهر المخلة بالأمن كالسرقات وعمليات النهب، إلى جانب تحقيق الأمن والطمأنينة لمتساكني المناطق الجبلية والغابية بالجهة أين تبدو الأوضاع مستقرة كليا، حسب ما أكده عدد من الأهالي في تصريحات متطابقة لمراسل (وات) بالجهة.