على مساحة أربعين ألف متر مربع تمتد مدينة الشارقة للنشر المقامة على أرض جملية تبلغ مائة ألف متر مربع، بمنطقة الزاهية بمدينة الشارقة بالإمارات
العربية المتحدة، وقد تم تدشينها مساء الاثنين، وهي أول منطقة حرة من نوعها في العالم.
افتتاح هذا المشروع الضخم الذي تشرف عليه هيئة الشارقة للكتاب أشرف عليه حاكم الشارقة، الشيخ سلطان بن محمد القاسمي، بحضور عدد من الوزراء في الامارات وكبار المسؤولين بإمارة الشارقة، وعدد كبير من رؤساء اتحادات النشر العربية والعالمية ودور النشر، ولفيف من الناشرين والكتاب والمثقفين العرب والأجانب.
ويرمي هذا المشروع بحسب هيئة الشارقة للكتاب إلى “توفير بيئة استثمارية حاضنة للناشرين والعاملين في قطاع النشر من مختلف بلدان العالم، عبر سلسلة من التسهيلات ومرافق الخدمات” ذات العلاقة بقطاع النشر.
وقدم أحمد العامري رئيس هيئة الشارقة بالمناسبة لمحة عما توفره المدينة من خدمات وتسهيلات، مبينا أن هذه المنطقة الحرة يتوفر بها نحو 300 مكتب مجهز للناشرين والكتاب وأصحاب الشركات الناشطة في المجال، كما تتسع إلى ما يقارب 550 مؤسسة ومن المنتظر أن تحتوي على قاعدة بيانات تضم نحو 16 مليون كتاب بعدة لغات يمكن للناشرين إعادة طباعتها وتحديثها.
واعتبر أن المدينة “تعد نقلة نوعية لواقع النشر في الشرق الأوسط والعالم، وتأتي متماشية مع رؤية دولة الإمارات الرامية إلى تعزيز مكانة الدولة في مختلف القطاعات والمجالات وتحديداً صناعة المعرفة”.
وفي تصريح لوكالة تونس افريقيا للأنباء أوضح أحمد المحمودي أحد المسؤولين بمدينة النشر أن هذا الفضاء سيكون مفتوحا لكل المؤسسات والهيئات ذات العلاقة بقطاع النشر، مشيرا الى وجود شركات لنحو خمسين نشاطا على غرار شركات الطباعة والتوزيع والخدمات والتحرير والمراجعة والتدقيق اللغوي والترجمة والتصميم والإخراج الفني والمكتبات وشركات الاستيراد والتصدير ذات العلاقة بالمجال.
ولئن لم يحدد نسبة الحجوزات المسجلة إلى حد الآن، فإنه أكد في المقابل على حجز شركات ذات العلاقة بقطاع النشر من مصر والأردن والنمسا وألمانيا والبرازيل وغيرها، مشيرا في هذا السياق إلى أن المدينة سيتوفر بها أيضا مكاتب خدمات تسهل عملية حصول المستثمرين بها على التأشيرات والإقامات.
وتجدر الإشارة الى أن المدينة تضم أيضا مقرات عدد من الجمعيات والهيئات العاملة في مجال الكتاب، منها الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، وجمعية الناشرين الإماراتيين، واتحاد كتاب وأدباء الإمارات، إلى جانب هيئة الشارقة للكتاب.
وبمناسبة افتتاح مدينة الشارقة للنشر تم افتتاح “مبنى هيئة الشارقة للكتاب”، كما تم بالمناسبة توقيع اتفاقيتين، الأولى بين هيئة الشارقة للكتاب والاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، تنص على إحداث مقر جديد للاتحاد بمدينة النشر، والثانية بين الهيئة واتحاد كتاب وأدباء الإمارات وسيتم بمقتضاها ترجمة 40 إصدارا في الشـعر والقصـة والروايـة والدارسات من تأليف كتاب إماراتيين أعضاء في الاتحاد، وذلك مـن العربيـة إلى الفرنسية والإنقليزية والبرازيلية.
كما تم بالمناسبة إطلاق هيئة الشارقة للكتاب لمجلة “الناشر الأسبوعي” (باللغة العربية) والصادرة بالانقليزية منذ أكثر من 150 سنة، وذلك بالتعاون مع مجلة “ببليشرزويكلي” الأميركية، وهي “مجلة تعنى بآخر تطورات صناعة النشر، واهتمامات القراء وتوزيع الكتب والإصدارات الجديدة والمراجعات النقدية، بالإضافة إلى أخبار المؤلفين والمكتبات العامة وسوق الكتاب المحلي والعربي والدولي”.
ووفق بلاغ إعلامي، “توّفر المدينة، التي تعمل على مدار الساعة وطوال أيام الأسبوع، العديد من الامتيازات للمستثمرين، أبرزها حرية التَملّك لجميع الجنسيات، وحرية تحويل رأس المال والأرباح بالكامل، والإعفاء من الضرائب على الشركات وعلى دخل الأفراد، والإعفاء من ضريبة الاستيراد والتصدير، إضافة إلى تكاليف مخفضة على مستوى العمالة، والطاقة، والمعيشة، والطباعة، والتكاليف اللوجستية”.
وجدير بالذكر أن مدينة الشارقة التي كانت عاصمة للثقافة العربية سنة 1998 قد اختارتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) لتكون عاصمة عالمية للكتاب لعام 2019 تقديراً لدورها البارز في دعم الكتاب وفي مجال نشر ثقافة القراءة على المستوى العربي والدولي وهي أول مدينة خليجية تنال هذا اللقب.
وتمنح المدينة اسمها لكامل الإمارة (الشارقة) وهي ثالث أكبر إمارات دولة الإمارات العربية المتحدة مساحة، وتقع بين إمارتي عجمان ودبي، وتبعد نحو 175 كلم عن العاصمة أبوظبي.