أكد رئيس الحكومة يوسف الشاهد، أن العلاقات العميقة والإستثنائية مع الجزائر حكومة وشعبا، إمتزجت بالتاريخ المشترك، وأن توطيدها كان ولايزال ركيزة من ركائز الدبلوماسية التونسية، معربا عن تطلع تونس إلى مستويات تعاون أرفع مع الجزائر، بما يخدم مصلحة الشعبين، ويساهم في إستكمال بناء صرح المغرب العربي، وتعزيز قدراته على مواجهة كل التحديات الكبرى، خاصة في ظل ما تشهده المنطقة من أحداث وتطورات.
وعبر الشاهد، في كلمة ألقاها لدى حضوره حفل إستقبال نظمته سفارة الجزائر بتونس، بمناسبة إحياء الذكرى الثالثة والستين لإندلاع ثورة التحرير الجزائرية، عن إرتياحه لمستوى التعاون المثمر بين البلدين، وما يشهده من حركية إيجابية خاصة في ما يتصل بالتعاون الأمني والعسكري وفي مجال السياحة وغيرها، معتبرا الدورة 21 للجنة العليا المشتركة التونسية الجزائرية المنعقدة يوم 9 مارس الفارط بتونس، محطة هامة في مسيرة التعاون بين البلدين.
وقال “إن الثورة الجزائرية ستبقى مرجعا لكل نفس حر يتوق للحرية والإستقلال، وسيسجل التاريخ أن الإرادة الجزائرية هي التي إنتصرت في نهاية المطاف، وإنتصرت معها إرادة كل أحرار العالم”.
من جهته، ذكر سفير الجزائر بتونس عبد القادر بالحجار، بالمساندة التي حظيت بها الثورة الجزائرية من قبل تونس في كفاحها ضد الإستعمار، قائلا ” لقد إحتضنت تونس الثوار والجرحى والقياديين والمجاهدين ودعمتهم، وأصبحت القاعدة الخلفية الأساسية مع الشقيقة المغرب للثورة الجزائرية”، مؤكدا أن أحداث ساقية سيدي يوسف تعتبر شاهدا على عمق الروابط القائمة منذ عقود بين تونس والجزائر.
وأكد أن العلاقات بين البلدين تعد استثنائية على جميع المستويات، مبينا أن السياح الجزائريين تحدوا أحداث الإرهاب التي شهدتها تونس في السنوات الأخيرة، ودعموا السياحة التونسية في أحلك فتراتها، حيث بلغ عدد السياح الجزائريين الذين توافدوا على تونس السنة الماضية مليونا و800 ألف سائح، ومن المتوقع أن يصل عددهم هذه السنة إلى مليوني سائح، وفق تقديره.
وأفاد بأن تكثيف التعاون بين تونس والجزائر، تجلى بالخصوص في تدعيم إطاره القانوني، من خلال الإمضاء على 7 اتفاقيات تعاون جديدة شملت المجالات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، في أشغال الدورة ال21 للجنة العليا المشتركة بين البلدين المنعقدة في مارس الفارط بتونس، مضيفا أن التعاون الثنائي تجسم كذلك من خلال مشاريع الربط بين المدن الجزائرية والتونسية جوا وبرا وعبر السكك الحديدية، وفي تنمية المناطق الحدودية بالبلدين.
وصرح الحجار، بأن المبادلات التجارية بلغت العام الماضي 1 فاصل 2 مليار دولار، فضلا عن وجود حوالي 100 شركة تونسية تنشط في الجزائر، وحوالي 40 شركة جزائرية تنشط في تونس، وآخرها إفتتاح مجمع “كوندور الجزائري” لأول فرع له في تونس سنة 2017 باستثمارات تقدر بمليوني أورو.