“المهزلة .. أسانا الى الحرية بأن جعلناها فوضى وانتهكنا حقوق الانسان بأن وظفناها لحماية الارهابيين” و”تونس … الصامدة” و”سبع سنوات عجاف .. ماذا بعد؟”
و”في غياب زعامات برؤى ومشاريع وبدائل .. الساحة السياسية بين تخبط هواة ومحترفين انتهت صلوحيتهم”، مثلت أهم عناوين الصحف التونسية الصادرة اليوم السبت.
اعتبرت (الصريح) في مقال بصفحتها الخامسة، أن الظروف الحرجة التي تمر بها البلاد والتحديات المصيرية والوجودية التي تواجهها تفرض معالجة أكثر عمقا وواقعية وشمولية لمسألة الحريات الاساسية وحقوق الانسان خاصة وأن الاوضاع العالمية السائدة فرضت مقاربات جديدة في هذا المجال اذ تخلت الديمقراطيات الكبرى التي دأبت على التبشير بالحريات منذ عقود عديدة كالولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا وفرنسا وغيرها عن أسلوب الدفاع الالي عن الحقوق الفردية والجماعية بدعوى “الواقعية” التي تحتمها صيانة أمنها القومي و”البراغماتية” التي تمكنها من معالجة الازمات العالمية المستفحلة والتحولات والتغييرات المتسارعة.
وأضافت أنه علينا التفكير في مصالح بلادنا بعيدا عن الشعارات الرنانة التي تخلى عنها مبتكروها في الغرب الاطلسي والانكباب بجدية وواقعية على معالجة الازمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي استفحلت في البلاد بشكل ينذر بأشد المخاطر بعيدا عن الاجندات الداخلية والخارجية والحسابات الخاطئة والمصالح الحزبية والشخصية الانية الزائلة لان المطلوب الان هو حماية الامن القومي للبلاد وتثبيت مقومات الاستقرار فيها وبالتالي زرع الامل في قلوب المواطنين التي حطمها الاحباط ودمرتها خيبات الامل المتراكمة.
وأكدت (الشروق) في افتتاحيتها اليوم، على ضرورة أن يدرك التونسيون أن الارهابيين الذين يختفون في المدن وفي الاحياء السكنية وفي اعالي الجبال هناك من دعمهم وحرضهم وسهل عملهم ودربهم ووفر لهم المال والعتاد والسلاح مبرزة أن هناك من فتح لهم المنابر والمساجد والساحات العامة وهناك من استقبلهم في قصر قرطاج وفي مؤسسات الحكم والهدف كان الانتقام من الازلام والنظام السابق لكن الامنيين والعسكريين وحدهم من دفعوا الثمن غاليا، دفعوا أرواحهم وتيتم أطفالهم، وفق ماورد بالصحيفة.
وأضافت أننا نحتاج اليوم الى كشف الحقيقة حتى نتمكن من القضاء على الارهاب ونحتاج الى أن نعرف ونكشف من حرض ومن مول ومن أراد نشر ثقافة القتل والخراب مشيرة الى أنه حان الوقت للكشف عن كل المتورطين في شبكات تسفير التونسيين الى سوريا وليبيا والمشاركة في قتل الابرياء.
واعتبرت جريدة (الصحافة) في مقال لها، أن سياسة عدم الوضوح التي تعيشها تونس منذ سبع سنوات ومواصلة اعتماد اجراءات صادمة دون مردودية ناجعة جبائيا وتجاهل الاجراءات النفعية الهامة لم نجن منها سوى مزيد من الارباك للفاعلين الاقتصاديين وللاقتصاد المنهك بطبعه مشيرة الى تهديد منظمة الاعراف بداية هذا الاسبوع بالانسحاب من وثيقة قرطاج التي تم الامضاء عليها عند الاعلان على حكومة الوحدة الوطنية لعدم أخذ الحكومة بعين الاعتبار لاقتراحاتها بخصوص مشروع قانون المالية للسنة المقبلة والتلويح باتخاذ مختلف أشكال التصعيد.
وأضافت أن تونس تعيش وضعية شلل وعقم ترسم بحدة ملامح أزمة عميقة وتنذر بالانهيار وتطرح مع كل ذلك أسئلة كثيرة انتظرت مختلف الاطراف المتدخلة في المشهد الاقتصادي أن تجد لها اجابة في قانون المالية وميزانية الدولة المجسدين للخيارات والحلول والسياسات الحكومية المعتمدة في السنة المقبلة ويبدو في قراءة جملية لها أن لا شئ سيتغير نحو الافضل معتبرة أنه في مواصلة نفس النهج والتوجهات فانه من المؤكد ان الطريق لن تحملنا الا لمزيد من الوهم، وفق تقدير الصحيفة.
من جهتها، أشارت جريدة (الصباح) في ورقة بصفحتها الخامسة الى أن تونس باتت تفتقد الى شخصيات كاريزماتية اعتبارية ومؤثرة في الرأي العام حاملة لرؤية ومشروع اصلاحي تحتاجه البلاد للخروج من دوامة أزمات متراكمة وسط تطاحن وتجاذبات سياسية وهي السمة الغالبة على المشهد منذ 14 جانفي مضيفة أن المتأمل في المشهد السياسي والحزبي يجد “عقما” في القادة بالمفهوم الشامل من حيث الحنكة السياسية والقدرة على الاقناع والتواصل والتعبئة وايضا من حيث الالمام بحاجيات البلاد والرؤية المتبصرة والكفاءة والشجاعة في المواقف والقرارات.
وأضافت أن الاسباب المباشرة لهذا “العقم” و”التحر” هو اختزال الشخصيات المؤثرة في تونس اليوم في شخصين هما رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي ورئيس حركة النهضة راشد الغنوشي ومن حيث هما فعلا الوحيدان في الساحة السياسية الحائزان على شخصيات كريزماتية مؤثرة ومحنكة سياسيا أو أن المسألة أبعد من شخصيهما في علاقة باكراهات وأجندات فان الشيخين يبدوان الى حد اللحظة دون منافس قادر على سحب البساط منهما والحيازة على توافق حول شخصه، حسب ماء بالصحيفة.