تحادث رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي، اليوم الثلاثاء بقصر قرطاج، مع رئيسة جمهورية مالطا، ماري لويز كوليرو بريكا التي تؤدّي زيارة رسمية إلى تونس من 6 إلى 8 نوفمبر الجاري، على رأس وفد رفيع المستوى، تلبية للدعوة الموجهة إليها من رئيس الدولة بمناسبة الإحتفال بمرور خمسين سنة على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
واستعرض اللقاء تطور علاقات الصداقة والتعاون العريقة القائمة بين تونس ومالطا وسبل مزيد تعزيزها في كافة المجالات للارتقاء بها الى مستوى الإمكانيات الهامة المتاحة للبلدين، إضافة إلى تناول عدد من المسائل ذات الاهتمام المشترك وفي صدارتها مكافحة الإرهاب والهجرة السرية وتطورات الملف الليبي.
وقد اتفق الطرفان خلال هذا اللقاء على ضرورة تفعيل اجتماعات اللجنة المشتركة التونسية المالطية وعقد دروتها الحادية عشرة في اقرب الآجال حتى تتولى متابعة نتائج الزيارة بما يفتح افاق ارحب للتعاون بين البلدين.
وفي المؤتمر الصحفي المشترك الذي جرى عقب المحادثة الثنائية، أعرب رئيس الجمهورية عن الأمل في أن تمثل الزيارة الرسمية التي تؤديها نظيرته المالطية “مناسبة لمزيد دفع العلاقات بين البلدين” وهي علاقات وصفها ب”الجيدة جدا”.
ونوه رئيس الدولة بدعم جمهورية مالطا لتونس، خصوصا وأنها تتولى منذ أشهر رئاسة مجلس الإتحاد الأوروبي، مثمنا العلاقات التي تربط تونس بمالطا والتي توافق هذه السنة الذكرى الخمسين لإقامتها. كما عبر عن التطلع إلى أن يفضي المنتدى الإقتصادي المالطي التونسي الذي ينتظم مساء اليوم بالعاصمة، إلى إبرام عدة اتفاقيات شراكة وتعاون.
من جهتها أكدت الرئيسة المالطية أن بلادها ستعمل على تطوير العلاقات الإقتصادية مع تونس وتنويعها، مؤكدة أن “تعاون لافاليت (العاصمة) مع تونس سيكون في شكل استثمارات وليس مساعدات فقط”، مذكرة في هذا الصدد بمذكرتي التفاهم التي تم توقيعها اليوم على هامش زياتها والتي تهم قطاعات التربية والتكوين والسياحة.
وقالت الضيفة إن تونس “ستكون جسر عبور لبلادها نحو إفريقيا”، ملاحظة أن رجال الأعمال الذي قدموا معها للمشاركة في منتدى الأعمال هم بصدد البحث عن مجال للاستثمار في قطاعات الطاقات المتجددة والتي تعرف ازدهارا في المتوسط وأوروبا.
وأضافت أن تونس ومالطا متكاملان ويتقاسمان إرثا هاما في المتوسط، معتبرة أن “السياحة ستكون مجالا لإرساء السلام الدائم في المنطقة ولإحداث مواطن شغل للشباب “.
وفي ردها على أسئلة الصحفيين قالت رئيسة جمهورية مالطا إن بلادها “ما تزال صوتا لتونس داخل الإتحاد الأوروبي، في ما يتعلق بمسائل الهجرة، فضلا عن كونها ستبقى باعتبار موقعها في البحر الأبيض المتوسط، بلدا يدافع عن السوق التونسية داخل التكتل الأوربي”.
وذكرت الرئيسة المالطية إن بلادها ترى أن “تونس هي بلد الفرص الحقيقية وبلد خلق مواطن العمل، كما أنها بلد مثالي ليكون، بفضل ديمقراطيته، جسرا بين أوروبا والضفة الجنوبية للمتوسط وأن مالطا ستبذل ما بوسعها لمكافحة أية هجمة إرهابية في المتوسط.
من جهته صرح وزير الشؤون الخارجية، خميس الجهيناوي، للصحفييين بأنه تم التوقيع على مذكرتي تفاهم بين البلدين، تهم الأولى الشباب والتكوين المهني أما المذكرة الثانية فتخص التعاون في المجال السياحي وتطوير وتبادل الخبرات، مشيرا إلى أن عدد السياح المالطييين الذين اختاروا الوجهة السياحية التونسية تضاعف خلال السنوات الماضية ثلاثة مرات.
يذكر أن الرئيسة المالطية ستشرف مساء الثلاثاء مع رئيس الحكومة، يوسف الشاهد، على منتدى اقتصادي من تنظيم الإتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية، بالإشتراك مع غرفة التجارة المالطية، سيحضره عدد هام من كبار المسؤولين عن الهياكل المعنية بالنهوض بالاستثمار وتنمية الصادرات ومجموعة من رجال المال والأعمال في البلدين.
ورافق الرئيسة المالطية في زيارتها بالخصوص كل من وزير الشؤون الخارجية والنهوض بالتجارة ووزير الإقتصاد والإستثمار والمؤسسات الصغرى.