سيكون المنتخب التونسي لكرة القدم على موعد حاسم على درب كسب التاهل للمرة الخامسة الى نهائيات كاس العالم، غدا السبت بملعب رادس، بمناسبة لقاء الجولة الختامية لتصفيات مونديال روسيا 2018 ضد نظيره الليبي.
وكان منتخب نسور قرطاج قطع خطوة عملاقة في الجولات الماضية نحو الفوز بتذكرة العبور الى نهائيات روسيا واضحى على بعد نقطة واحدة من المونديال بعد ان حقق اربعة انتصارات على كل من غينيا ذهابا وايابا 2-0 و4-1 وليبيا 1-0 والكونغو الديمقراطية 2-1 اضافة الى تعادل ايجابي في كينشاسا 2-2 مع الكونغو الديمقراطية متصدرا بذلك المجموعة الاولى برصيد 13 نقطة وبفارق 3 نقاط عن منتخب الكونغو الديمقراطية و10 نقاط عن كل من غينيا وليبيا.
وكان المنتخب التونسي تخلف عن الدورتين السابقتين (جنوب افريقيا 2010 والبرازيل 2014) بعد ان شارك في نهائيات الارجنتين 1978 وفرنسا 1998 وكوريا الجنوبية – اليابان 2002 والمانيا 2006
وتبقى نهائيات الارجنتين الافضل لتونس في افضل تظاهرة كروية عالمية بعد ان نجحت في تحقيق اول انتصار لمنتخب افريقي في نهائيات كاس العالم وذلك عندما تفوق زملاء طارق ذياب على المنتخب المكسيسكي بنتيجة 3-1 قبل الخسارة بصعوبة امام بولونيا (0-1) والتعادل (0-0) مع المانيا.
ويبدو ابناء المدرب نبيل معلول -منطقيا- في طريق مفتوح لتحقيق فوز جديد في هذه التصفيات لعدة اعتبارات منها بالخصوص خروج المنتخب الليبي من دائرة المنافسة على التاهل بصفة مبكرة ومرور المنتخب التونسي بفترة زاهية اكدتها المسيرة الموفقة في الدور الاخير من التصفيات والتي كان اخرها الفوز العريض على غينيا في كوناكري يوم 7 اكتوبر الماضي (4-1).
ورغم ان رهان التاهل الى مونديال روسيا يبدو في المتناول فان الاطار الفني للمنتخب التونسي بقيادة المدرب نبيل معلول حرص على امتداد التحضيرات على اعداد لاعبيه على جميع المستويات ولا سيما الذهنية تفاديا لاستسهال المهمة وحفاظا على التركيز الكلي من اجل تقديم اداء جيد ومقنع وتحقيق الفوز
كما اولى الاطار الفني خلال الحصص التدريبية الاخيرة العناية اللازمة بالجوانب الفنية والتكتيكية من خلال اللقاءات التطبيقية والتمارين الخصوصية في الوضعيات الدفاعية والهجومية والكرات الثابتة الى جانب دراسة طريقة لعب المنافس حتى يحافظ المنتخب التونسية على ديناميكية الانتصارات.
وفي ما يتعلق بالتشكيلة الاساسية التي ستواجه غدا المنتخب الليبي فان التنافس على اشده بين خليل شمام واسامة الحدادي على مركز الظهير الايسر في ظل الغياب المحتمل لمدافع الاهلي المصري علي معلول فيما سيضطلع حمدي النقاز بخطة ظهير ايمن وسيتالف محور الدفاع من ياسين مرياح وصيام بن يوسف.
اما في منطقة وسط الميدان فتبدو النية متجهة نحو التعويل على الرباعي الفرجاني ساسي وغيلان الشعلالي ووهبي الخزري ويوسف المساكني في حين سيتركب خط الهجوم من الثنائي طه ياسين الخنيسي وفخرالدين بن يوسف.
ومهما كانت ملامح التشكيلة الاساسية فان الثابت ان الاطار الفني سيختار التشكيلة الاكثر توازنا بين الخطوط الثلاثة والاحسن صلابة دفاعا والافضل نجاعة هجوما حتى يتم التوقيع على التاهل الخامس للمونديال في ابهى صورة ممكنة.
ويحدو اللاعبين عزم كبير على عدم التفريط في الفرصة الكبيرة المتاحة امامهم من اجل تسجيل حضورهم مع عمالقة اللعبة في العالم وهم على استعداد تام لبذل قصارى الجهد طيلة تسعين دقيقة تفصلهم عن تحقيق حلم التواجد مع صفوة المنتخبات العالمية في نهائيات روسيا 2018 . وتعي العناصر جيدا ان التاهل يحقق لهم كسبا مزدوجا حيث انه فضلا عن ترسيم اسم تونس ضمن نخبة ال32 في المونديال فان المشاركة في المونديال من شانها ان تفتح امامهم افاقا رحبة لا سيما في ظل المتابعة الكبيرة التي تحظى بها كاس العالم من قبل الاندية الاوروبية ووكلاء اللاعبين علاوة على العائدات المالية الهامة التي ستغنهما الجامعة التونسية لكرة القدم من لدن الاتحاد الدولي للعبة.