“روائح كريهة” منبعثة من هنا وهناك، “بعوض”، “ديدان”، “حفر مطمورة” لخزن الفضلات داخل المنازل ومياه تغطي الشارع ..مشاهد تختزل المعاناة اليومية لمتساكني نهج طبلبة بالمنيهلة من ولاية أريانة بسبب افتقار حيهم لقنوات الصرف الصحي.
في سنة 2017 وعلى بعد كيلمترات من تونس العاصمة وفي زمن أحدثت فيه “شرطة بيئية” للمحافظة على نظافة المحيط مازالنا الى اليوم نتحدث عن غياب قنوات الصرف الصحي واستعمال الحفر المطمورة لخزن الفضلات في محيط سكني يشمل حوالي 20 منزلا..معاناة يومية لسكان الحي تشتد وطأتها في فصلي الصيف والشتاء.
ان أبشع المظاهر التي يمكنك رصدها وأنت تلقي نظرة خاطفة بين الأنهج والمنازل غياب قنوات الصرف الصحي وكيفية تعايش هؤولاء المواطنين مع الروائح الكريهة التي قد تتسبب لهم في أمراض الحساسية والصدر.
عدسة “المصدر” التقت عدد مع متساكني الحي ورصدت معاناتهم التي عايشها البعض منهم منذ أكثر من 20 سنة وماتزال متواصلة الى يوم وقد تتواصل في ظل غياب سياسة حقيقية للدولة ووجود مخططات تفتقر إلى برامج واقعية لاحتواء الطبقات الاجتماعية المتوسطة والضعيفة.
عم “علي” احد متساكني الحي عامل ببلدية لم يخفي في حديثه مع “المصدر” احساسهم بالاحتقار والتهميش مؤكدا أن معاناتهم كبيرة بسبب افتقار منازلهم لقنوات الصرف الصحي وما يواجهونه كل يوم من متاعب لجمع المياه وتخزين الفضلات.
وبدوره أكد “فتحي” انه يقطن في هذا الحي منذ سنة 2007 وقام في مناسبتين بعرض وضعيتهم على معتمدي الجهة السابقين وايضا على المعتمد الحالي للمنطقة مشددا على انه اتصل ايضا بوالية اريانة السابقة ولكن لا من مجيب في كل مرة تتم مماطلتهم.
وأشار في السياق ذاته الى انهم قاموا بعرض وضعيتهم أيضا على وزير التجهيز محمد صالح العرفاوي الذي أدى مؤخرا زيارة للمنطقة في اطار الاشراف على اتمام أشغال تعبدة طريق “كياس الشنوة” والذي وعدهم بدوره بدراسة وضعيتهم وعرضها على والية أريانة ومعتمد المنيهلة ولكن ما راعهم الا ان تم تعبيد الطريق وتجاهلهم تماما.
وتحدث المتساكنون عن معانتهم في فصل الصيف بسبب الروائح الكريهة والباعوض وأيضا في الشتاء بسبب الأمطار والمياه التي تغطي كامل الشارع ليتحول الى وحل بشكل يمنع أطفالهم في بعض الأحيان من الالتحاق بالمدارس.
لن نتحدث اليوم عن ظروف نشأة هده الاحياء بقدر ما سنتحدث عن معاناة المتساكنين وحقهم وحق أبنائهم في الاستفادة بنصيبهم من التنمية وضمان حياة كريمة لذلك اتصل المصدر بالمدير الجهوي للتطهير بأريانة سامي الغرياني الذي ين في البداية ان هذه المنازل مشيدة في منطقة صناعية مؤكدا أن هذا الملف بيد بلدية المنيهلة ويجب أن يعطي رئيس النيابة الخصوصية بالمنيهلة رخصة لديوان التطهير للتدخل وربط هذا الحي السكني بقنوات الصرف الصحي .
وشدد الغرياني على ان المسألة الآن متعطلة في بلدية المنيهلة وفق تعبيره.
وفي المقابل انزعج رئيس النيابة الخصوصية ومعتمد المنيهلة محمد الهادي الزائر من استفسارنا عن وضعية هذا الحي واكد ان المسؤولية الآن بيد ديوان التطهير وعلى المواطنين التقدم بطلب لتزويدهم بقنوات صرف المياه وان لا علاقة له بالموضوع.