عبر ممثلو كتلتي الجبهة الشعبية والحرة لحركة مشروع تونس عن احترازهم بخصوص عملية انتخاب رئيس جديد للهيئة العليا المستقلة للانتخابات (محمد التليلي المنصري) خلال الجلسة العامة للبرلمان المنعقدة اليوم الثلاثاء.
وعبر ممثلو كلا الكتلتين عن عدم رضاهم بما أقره اجتماع رؤساء الكتل ولجنة الفرز، للحسم في مسألة تصويت النائبة ليلى أولاد علي مرتين، وإقراره تشكيل لجنة للتثبت في وجود نواب آخرين قاموا بالتصويت أكثر من مرة من عدمه، ومن ثمة موافقته على اعتماد نتيجة العملية الانتخابية، مع حذف صوت واحد للمتحصل على أكثر الأصوات، بعد أن توصلت لجنة التثبت إلى أن النائبة ليلى أولاد علي هي الوحيدة التي قامت بذلك.
فقد أكد النائب شفيق العيادي (كتلة الجبهة الشعبية)، في مداخلة بعد الاعلان عن نتائج العملية الانتخابية، أن الجبهة الشعبية نأت بنفسها عن قرارات اجتماع رؤساء الكتل ولجنة الفرز، الذي توصل الى قرار اعتماد نتيجة انتخابات رئيس هيئة الانتخابات رغم ما شاب ذلك من أخطاء خلال العملية الانتخابية.
وشكك العيادي في العملية الانتخابية برمتها، مشيرا الى أن الجبهة الشعبية طالبت بإعادة هذه العملية حتى لا يشوبها أي لبس تقني أو اجرائي.
أما النائب حسونة الناصفي (كتلة الحرة لحركة مشروع تونس) فقد عبر، في تصريح لـ”وات”، عن عدم رضا أعضاء كتلته عن عملية انتخاب رئيس جديد لهيئة الانتخابات، مؤكدا أن احترازه على تصويت النائبة ليلى ولاد علي كان في محله.
وأكد الناصفي أن احتراز كتلة الحرة لحركة مشروع تونس لا يقتصر على ما شاب العملية الانتخابية فقط، وإنما يشمل عدم توسيع دائرة النقاش والتوافق حول رئيس هيئة الانتخابات الجديد، حيث اقتصر التوافق على حركتي النهضة ونداء تونس وحزب الاتحاد الوطني الحر دون استشارة بقية مكونات البرلمان.
وقبل ذلك، عبر النائب حسونة الناصفي، خلال جلسة انتخاب رئيس هيئة الانتخابات، عن احترازه بخصوص تصويت النائبة ليلى أولاد علي مرتين في العملية الانتخابية، كما احترز بشأن وجود النائب محمد سعيدان ضمن لجنة الفرز، بتعلة أنه لم يكن ضمن قائمة اللجنة التي تم ضبطها بمكتب مجلس نواب الشعب.
من جهته، أوضح النائب محمد سعيدان (كتلة حركة نداء تونس)، لـ”وات”، أن مشاركته في لجنة الفرز كانت قانونية، مشيرا إلى أنه عوض النائبة أنس الحطاب باللجنة عبر طلب كتابي توجهت به كتلة نداء تونس الى مكتب مجلس نواب الشعب، نافيا بذلك وجود أي خلل اجرائي في مشاركته ضمن اللجنة الانتخابية التي أشرفت على عملية انتخاب رئيس هيئة الانتخابات.
وتوفق مجلس نواب الشعب في جلسته العامة المنعقدة الثلاثاء إلى انتخاب رئيس جديد للهيئة العليا المستقلة للانتخابات، وهو محمد التليلي المنصري، وذلك بعد الفشل في هذه المهمة في مناسبتين سابقتين لعدم الحصول على الأغلبية المطلوبة (109 أصوات).
وتحصل محمد التليلي المنصري على 115 صوتا بعد حذف صوت واحد له، في حين تحصلت كل من نجلاء براهم على 49 صوتا وأنيس الجربوعي على 5 أصوات، ولم يتحصل كل من فاروق بوعسكر وأنور بن حسن على أي صوت.
وتواصلت الجلسة العامة المخصصة لانتخاب رئيس للهيئة العليا المستقلة للانتخابات من الساعة الحادية عشرة صباحا الى حدود الساعة الخامسة مساء، وذلك لعدم توفر النصاب القانوني. وبلغ عدد النواب الذين صوتوا 170 من جملة 217 نائبا في البرلمان.
وكان رؤساء الكتل وأعضاء لجنة الفرز اجتمعوا للحسم في مسألة تصويت النائبة ليلى أولاد علي مرتين، وقرروا تشكيل لجنة للتثبت في الفيديوهات للتأكد إن كان هناك نواب آخرون قاموا بالتصويت أكثر من مرة.
وقد توصلت اللجنة إلى أن النائبة ليلى أولاد علي هي الوحيدة التي قامت بالتصويت مرتين، وبذلك تم إقرار اعتماد نتائج هذه الانتخابات.