“في ظل تحالفات وجبهات جديدة وتوتر بين مكوناتها .. هل مازال للوحدة الوطنية معنى؟” و”البنية التحتية تجاهلتها الاصوات المرتفعة وعرتها الامطار المنهمرة .. أولوية مهجورة في مشروع ميزانية 2018″ و”عقوبات تصل الى 5 سنوات سجنا .. 100 حالة عنف متبادل يوميا بين التلاميذ والاطار التربوي” و”حركة نداء تونس والجبهة البرلمانية .. توجه الى طرد النواب بعد انتهاء مهلة التحذير” و”الجايدة لسلمى بكار .. دار جواد .. اضطهاد .. نصال .. فحرية”، مثلت أبرز العناوين التي تصدرت الصفحات الاولى للجرائد التونسية الصادرة اليوم الجمعة.
أشارت جريدة (الشروق) في مقال بصفحتها الثالثة الى التساؤلات العديدة التي تدور هذه الايام حول ما سيؤول اليه الوضع السياسي في البلاد خاصة بعد أن بدأت “الوحدة الوطنية” التي بنيت عليها الحكومة الحالية تضعف وتتآكل لعدة أسباب مشيرة الى أن المشهد السياسي في تونس يكشف مفارقة عجيبة فشكل الحكومة هو وحدة وطنية لكن في المقابل تكونت هنا وهناك جبهات وتحالفات سياسية وحزبية جديدة وتطورت حالة البرود في علاقة الحكومة ببعض الاطراف الاخرى.
واعتبرت أن كل ذلك يدفع الى التساؤل عن أي معنى للوحدة الوطنية في ظل هذا الوضع؟ واي معنى لوثيقة قرطاج؟ وومن المتسبب في ايصال البلاد الى هذا الوضع السياسي المتشعب؟ مبرزة أن المتابعين للشأن السياسي يجمعون على أن حكومة الوحدة الوطنية ولدت منذ بدايتها فارغة من كل معانيها لانها لم تضم أقصى ما يمكن من أطياف وحساسيات سياسية. ورغم أن وثيقة قرطاج التي بنيت عليها ضمت عدة مكونات الا أن ذلك لم ينعكس على عدد مكونات الحكومة ولا على دعمها، وفق ما ورد بالصحيفة.
ولاحظت (الصحافة) في ورقة خاصة، أن الاحزاب والاطراف الاجتماعية وغيرها من الهياكل الممثلة للقطاعات والمهن لا تتوانى عن الدفاع بكل شراسة كلما تعلق الامر بالمس من مصالحها لكن كلما تعلق الامر بالدفاع عن مصلحة مشتركة ىأو الضغط باتجاه تحسين بنية تحتية في البلاد أو تفعيل التمييز الايجابي بين الجهات فلا نسمع الا بعض الاصوات المنفردة التي تغرد لوحدها بمناسبة ثم سريعا ما تستكين دون مجيب.
وأشارت الى أن مخاوف الكثيرين بداية كل شتاء تتجدد بالنظر الى البنية التحتية المهترئة في البلاد بعد أن ثبت أن الامطار الاولى لهذا الفصل كافية لتعرية حقيقة مشاريع البنية التحتية في كامل البلاد ومدى هشاشتها سواء منها التي أنجزت منذ عقود وأصبحت متآكلة وآيلة للسقوط والانهيار أو التي أصبحت غير متلائمة مع حاجيات البلاد المتزايدة بسبب محدوديتها وتزايد الضغط المسلط عليها معتبرة أن ما حدث بعد الامطار الاخيرة خير دليل على ذلك.
أما جريدة (الصباح)، فقد فتحت في مقال لها ملف العنف داخل الاطار التربوي مشيرة الى الارقام “المفزعة” الصادرة مؤخرا عن المعهد التونسي للدراسات الاستراتيجية والذي أفاد بأن نسبة العنف الصادرة عن التلاميذ بلغت 5ر54 بالمائة من جملة الاعتداءات الى جانب 7392 حالة عنف مادي صادر عن استاذ داخل المؤسسة أي بمعدل 64ر24 حالة في اليوم مضيفة أن أسباب العنف تعود الى التعرض للاستفزاز وتناول مادة مخدرة والتحرش الجنسي والسرقة والغش بالاضافة الى عدة عوامل تجعل سلوك التلميذ عدوانيا كانفصال الابوين بالطلاق والفقر وعدم تلبية الاسرة حاجيات أبنائها.
واشارت (المغرب) في مقال بصفحتها الرابعة، الى أن القائمين على تسيير حركة نداء تونس يراقبون ساعاتهم في انتظار مهلة تحذيرية منحوها لسبعة من نوابهم اختاروا أن يكونوا من نواب الجبهة البرلمانية الجديدة التي أعلن عنها يوم الاربعاء الماضي على أن تصدر وثائقها التأسيسية وقائمة نتوابها الاسبوع المقبل مضيفة أنها مهلة شفاهية وجهت الى عدد من النواب دون اخرين وذلك وفق مصادر خاصة بالصحيفة.
وبينت أن هذه المهلة بيومين للتراجع عن الالتحاق بالجبهة البرلمانية هي ما منحه النداء لنواب منه يصادف انهم يضمون أعضاء في الهيئة السياسية ورئيس لجنة النظام الداخلي وانطلق احتسابها من يوم الاربعاء وتنتهي مساء اليوم الجمعة تقايض البقاء في الحزب باعلان الانسحاب من الجبهة البرلمانية الوسطية التي لم يمر الاعلان عنها ساعات حتى جابهت اول تحدي لها بقاء نواب النداء أو انسحابهم.
وفي الشأن الثقافي، سلطت مجلة الجمهورية الثقافية الشهرية في عددها الاول الصادر اليوم الضوء على الشريط السيتمائي “الجايدة” لسلمى بكار والذي بعرض حاليا بقاعات السينما بعد أن تم عرضه للمرة الاولى ضمن فعاليات الدورة 28 لايام قرطاج السينمائية مشيرة الى أن أحداثه تدور بين سنتي 1954 و1955 أي قبل الاستقلال الكامل لتونس ويروي معاناة المرأة التونسية قبل صدور مجلة الاحوال الشخصية حيث كانت تعاني الويلات من ظلم المجتمع والقوانين والعائلة والرجل بصفة خاصة.
وأضافت أنه ولئن حاولت سلمى بكار خلال الفيلم التعريج على معركة التحرر والانقسام بين أتباع صالح بن يوسف والحبيب بورقيبة فان هدفها الاول كان توثيق جزء من تاريخ استعمار من نوع آخر ونقصد استعمار المجتمع الذكوري للمرأة معتبرة أن ما يعاب على سلمى بكار هو تغاضيها عن دور المرأة في تحرير البلاد حيث اكتفت بتسليط الضوء على الظلم المسلط عليها في تلك الحقبة متناسية أن المراة ساهمت أيضا في معركة التحرير وحملت السلاح وحمت الثوار، وفق تقدير المجلة.