أطلقت جمعية “أزرقنا الكبير” بالمنستير ووكالة حماية وتهيئة الشريط الساحلي امس الثلاثاء في عرض البحر (على بعد حوالي 10 أميال عن شاطئ مدينة المنستير) السلحفاة “أسامة” وهي من نوع “كاريتا كاريتا”، وذلك بعد العناية بها في مركز معالجة السلاحف بالمعهد الوطني لعلوم وتكنولوجيا البحار (فرع المنستير)، وفق ما ذكره المراقب البيئي في وحدة التصرّف المندمج بمحمية جزر قوريا حامد ملاط.
وبين ملاط في تصريح لمراسلة (وات) ان طول قوقعة السحلفاة، 82 سنتمترا وعرضها 79 سنتمترا ويتراوح عمرها بين 30 و35 سنة، وقد أطلق عليها اسم “أسامة” على اسم البحار الذي أنقذها وجلبها إلى جمعية “أزرقنا الكبير” والتي تولت بدورها نقلها إلى مركز رعاية السلاحف، أين تمت رعايتها وإعادة تأهيلها لمدّة شهرين، وبذلك يرتفع عدد السلاحف التي وقع إنقاذها ومعالجتها ثم إعادتها إلى البحر إلى 12 سلحفاة منذ بداية سنة 2017، في حين بلغ عدد السلاحف التي وقع إنقاذها السنة الفارطة 18 سلحفاة، ولا تزال اثنان من السلاحف بمركز المعالجة.
وبين انه تم ترقيم السلحفاة “أسامة” قبل إعادتها إلى البحر حيث وضع على زعنفتها اليسري الرقم TN 0369، وفي زعنفتها اليمني الرقم TN 0368، وفي ذلك إشارة إلى تونس التي عالجتها ووضعت لها رقما، وبين انه وقع اسناد رقمين للسلحفاة لضمان بقاء الرقم فترة اطول في حال اتلف احدهما.
وكانت جمعية “أزرقنا الكبير” تولت سنة 2013 بالتنسيق مع المعهد الوطني لعلوم وتكنولوجيا البحار وكلية العلوم بصفاقس بالتعاون مع عماد الجريبي (استاذ بكلية العلوم بصفاقس ) ترقيم السلحفاة ومتابعتها عبر القمر الاصطناعي لمدّة 310 ايام، واتضح أنّها وصلت إلى سواحل إيطاليا ثم عادت مجددا نحو السواحل التونسية (قابس) لقضاء فترة الشتاء.
وانطلقت الجمعية منذ سنتين في إعداد قاعدة بيانات بشأن السلاحف النافقة أو التي وقع إنقاذها وإعادتها إلى البحر، ولاحظت فرقها العلمية خلال الفترة 2016-2017 نفوق 40 بالمائة من السلاحف التى احصتها.
وكانت جمعية “أزرقنا الكبير” انطلقت منذ سنة 2014 في تنفيذ مشاريع لحماية تعشيش السلاحف البحرية على مستوى محمية جزر قوريا بالمنستير ومتابعتها وحمايتها وإنقاذها ومعالجتها وإعادتها إلى البحر، وذلك بالتنسيق مع وكالة حماية وتهيئة الشريط الساحلي، ومركز الأنشطة الإقليمية للمناطق المتمتعة بحماية خاصة، والمعهد الوطني لعلوم وتكنولوجيا البحار، وكلية العلوم بصفاقس.
وبين ملاط ان عدد أعشاش السلاحف البحرية في جزر قوريا بلغ 23 عشا سنة 2017، تقع متابعتها يوميا من آخر شهر ماي إلى غاية سبتمبر، وافاد بان المعدل يتراوح سنويا بين 25 و30 عشا وأنّ الاحصائيات بيّنت أنّ شواطئ محمية جزر قوريا ملائمة جدّا لتعشيش السلاحف البحرية.
وتعشش في هذه الجزر سلاحف “الكاريتا كريتا”، التي تشهد على مستوى جزيرة قوريا الصغرى توافد الكثير من السياح عليها، مما أثر على سلامة أعشاش السلاحف البحرية، غير أنّ أنشطة التوعية والتحسيس بأهمية حماية السلاحف وأعشاشها ساهم في الحفاظ عليها، علاوة على انجاز 8 أبحاث علمية بشانها، وفق المراقب البيئي حامد ملاط.