دعا وزير الشؤون الخارجية، خميس الجهيناوي، بولونيا، لدى لقائه اليوم الإثنين نظيره البولوني، فيتولد فاشيكوفسكي، إلى “مراجعة تحذيرات السفر التي كانت وجهتها لرعاياها المتوجهين إلى تونس”.
واعتبر الجهيناوي، خلال ندوة صحفية عقدت إثر المحادثة، أن تونس قطعت أشواطا هامة في المجال الأمني وتوفير الحماية للسياح، مشيرا إلى أن عديد الدول رفعت تحذيراتها بالسفر نحو تونس.
وحث بولونيا على استرجاع مكانتها في السوق التونسية كوجهة سياحية، خاصة وأن عدد السياح البولونيين كان في 2010، يناهز 216 ألف سائح، في حين لم يتجاوز هذا العام 16 ألف سائح.
وأفاد الوزير بأنه استعرض مع نظيره البولوني ما قامت به تونس من إصلاحات كبرى في المجال الإقتصادي، على غرار المصادقة على قانون الإستثمار وقانون الشراكة بين القطاعين العام والخاص والآفاق التي توفرها هذه الإصلاحات للشركات البولونية المهتمة بالإستثمار في تونس، ملاحظا أن اللقاء مثل فرصة للنظر في إمكانية التعاون في مجالي الثقافة والشباب وكيفية مساعدة حاملي الشهائد العليا في الإندماج في السوق الإقتصادية، سيما وأن البلدين بصدد الإعداد لتنظيم اللجنة المشتركة التونسية البولونية قريبا.
كما تطرق الجانبان إلى آفاق تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين وكيفية تعزيز علاقات تونس مع الإتحاد الأوروبي، وفق ما صرح به الجهيناوي الذي عبر بالمناسبة عن أمله في “تعميق المشاورات مع الطرف البولوني بخصوص الملف الليبي، من أجل المساعدة على إيجاد حل سلمي للمسألة، لاسيما وأن بولونيا ستصبح عضوا غير قار، ابتداء من جانفي 2018 في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة”.
من جانبه اعتبر وزير الخارجية البولوني أن تونس شريك هام لبولونيا في المجالين السياسي والإقتصادي في منطقة شمال إفريقيا، بالاضافة إلى أنها تمثل شريكا متميزا لبولونيا في العلاقات متعددة الأطراف، خاصة وأن بولونيا ستصبح عضوا غير قار في مجلس الأمن.
وأكد الضيف البولوني دعمه سعي تونس إلى أن يكون الإتحاد الأوروبي شريكا لها، مشيرا إلى إمكانية تطوير العلاقات بين تونس وبولونيا بالنظر للإمكانيات التي تحظى بها الدولتان في المجالين السياسي والإقتصادي.
وكانت بولونيا خففت من تحذيراتها لرعاياها بعدم السفر إلى تونس، مطلع شهر أوت 2017، على ضوء قرارات مشابهة اتخذتها الخارجية البريطانية في جويلية الماضي وقرار الناقل البريطاني “توماس كوك” بإعادة برمجة رحلاته نحو تونس.
يذكر أن وزير الشؤون الخارجية البولوني، فيتولد فاشيكوفسكي، يؤدي زيارة رسمية إلى تونس من 26 إلى 28 نوفمبر، وذلك بدعوة من نظيره التونسي. وسيجري الوزير البولوني بالمناسبة لقاءات مع عدد من سامي المسؤولين التونسيين.
وتندرج هذه الزيارة، وفق بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية، في إطار دعم علاقات الصداقة والتعاون التي تجمع البلدين الصديقين في شتى المجالات وتعزيز التشاور السياسي والإعداد للإستحقاقات الثنائية القادمة وخاصة الإجتماع الثاني للمتابعة والتفكير المزمع عقده بفرصوفيا خلال السداسي الأول من سنة 2018.