طالب النواب اليوم الثلاثاء خلال جلسة عقدت بمقر مجلس نواب الشعب للاستماع لوزير التربية حاتم بن سالم حول مشروع ميزانية الوزارة لسنة 2018 بالخصوص بتسوية وضعية الناجحين في مناظرة الكاباس 2017 والاسراع بانتدابهم.
واعتبر النواب ان ما حصل مع الناجحين في هذه المناظرة، والذي يناهز عددهم 2653 شابا وشابة، وفق تأكيدهم، يعكس عدم وفاء الدولة بوعودها ويعد تلاعبا من شانه ان يخلق ازمة ثقة بين الشباب والدولة، لافتين الى ان وزير التربية السابق ناجي جلول كان قد وعد بالانتداب الفوري لجميع الناجحين في
هذه المناظرة الا انه وقع التراجع عن هذا القرار بتعلة ان الهدف من هذه المناظرة هو مجرد التكوين.
وطالبوا بالعمل على النهوض بالمنظومة التربوية لما تشهده من تدهور كبير خلال السنوات الاخيرة، وحتى يعود لها بريقها الذي تميزت به في الستينات وباعادة النظر في المناهج التربوية ومراجعة الزمن المدرسي الذي اثقل كاهل التلاميذ وعمق تقهقر مكتسباتهم المعرفية ومنعهم من ايجاد وقت للترفيه وممارسة هواياتهم اوحتى قضاء بعض الاوقات مع العائلة، وفق تقديرهم.
واكد النواب في تدخلاتهم على ضرورة العمل على حماية التلاميذ في محيطهم المدرسي وتوفير قاعات مراجعة لهم والتكثيف من الانشطة الثقافية والرياضية خلال ساعات الراحة لحمايتهم من مخاطر الاقبال عن المخدرات والانحراف التي شهدت انتشارا كبيرا في المدة الاخيرة فضلا عن تركيز العمل على الرقي باخلاقهم واعلاء القيم النبيلة لديهم وذلك بالاشتراك مع العائلة بما يجنبهم الالتجاء الى العنف اللفظي والجسدي الذي يمارسونه تجاه المدرسين.
ودعوا الى التصدي لظاهرة الدروس الخصوصية وبالمراهنة على المدرسة العمومية التي أنشأت أجيالا من ذوي الكفاءة العالية وارجاع الهيبة للمعلمين وتمكينهم من التكوين المستمر للرقي بكفاءاتهم ومن جودة انتاجهم.
ومن جهة اخرى طالب النواب بالعمل على صيانة المؤسسات التربوية في بعض المعتمديات والعناية ببنيتها التحتية المتهرئة ، وتزويدها بالتجهيزات الضرورية و بربطها بالماء الصالح للشراب ،وتوفير المجموعات الصحية بها ، فمثلا اعدادية المغيلة من معتمدية السبالة بولاية سيدي بوزيد و التي اسست سنة 2004 ما زالت تتزود بالماء عن طريق الصهاريج، مبينيين انه بسبب قلة النظافة بهذه المدارس اصبح الفيروس الكبدي يهدد سلامة التلاميذ .
كما طالبوا بتسوية وضعية الاساتذة النواب والمرشدين التطبيقيين لتفادي النقص في الاطار التربوي وتجنب الاكتظاظ الخانق في بعض الاقسام والمدارس.
وأبرزوا ضرورة ايلاء العناية اللازمة لبعض المندوبيات الجهوية للتربية التي تعاني المديونية وتعجز عن خلاص معلوم الماء والكهرباء واجور العملة، وتفتقر للظروف الملائمة للعمل.
ومن جهته لاحظ رئيس المجلس محمد الناصر غياب جانب التربية في برامج الوزارة واهدافها و مقاييسها، مطالبا بضرورة توفير التربية المدنية والمجتمعية للناشئة وتعويدها على احترام الغير وقبول الاختلاف من جهة، وبالعمل على اعلاء شأن المربي وارجاع هيبته من جهة اخرى.