أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل وصفا هذا التحرك بأنه “خطوة متأخرة جدا” من أجل دفع عملية السلام في الشرق الأوسط والعمل باتجاه التوصل إلى اتفاق دائم.
وقد أثار قرار ترامب موجة من ردود الفعل العربية والدولية الغاضبة والرافضة لتحويل القدس الى عاصمة بني صهيون.
وفي قراءة لهذا القرار الذي يعتبر نقطة سوداء في تاريخ العرب قال الاعلامي والمحلل السياسي صلاح الدين الجورشي في تصريح لـ”المصدر” ان هذا القرار مسيء للقضية الفلسطينية ولكن اذا نظرنا له من جوانب أخرى فستكون له تبعات ايجابية اذا عرف الفلسطينيون والعرب كيفية الاستفادة من ذلك وفق تعبيره.
وبين الجورشي ان قرار ترامب ستكون له تداعيات ايجابية ومن أهمها أنه سيكون عاملا للدفع نحو تجاوز الانقسام الفلسطيني واعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية على اسس جديدة وعقلانية لان الصراع “الفلسطيني-الفلسطيني” كان من اهم العوامل التي أضعفت الفلسطينيين وأفقد فلسطين الكثير من رصيدها.
وأضاف ان هذا القرار ايضا سيدفع المفلسطينيين والمتعاطفين مع القضية الى الاعتماد على الذات والتخلي عن فكرة الاعتماد على العامل الدولي أو الاقليمي لحل المشكلة الفلسطينية وخاصة فكرة الاستناد على الدعم الامريكي لامكانية التوصل لمصالحة أمنية للقضية لان هذا العامل سقط اليوم وبشكل واضح مشيرا الى ان نقل السفارة الامريكية للقدس هي محاولة جدية لتوجيه رصاصة الرحمة للقضية الفلسطينية حسب تعبيرهز.
وتابع المصدر ذاته “فلسطين بدون قدس تصبح قضية بسيطة وتفقد عنصر القوى الرئيسي للمظلمة التي تعرض لها الفلسطينيون.
وأشار الى في سياق متواصل الى وجود عامل ايجابي اخر سيتضح تدريجيا مع الوقت وهو صعود الدور الروسي على الصعيد الدولي والاقليمي السياسي ملاحظا تراجع دور واشنطن لصالح موسكو في الفترة الاخيرة حيث يعمل بوتين على الاستفادة وبذكاء من كل خطأ تقوم به الدبلوماسية الأمريكية لكي تتقدم ورسيا وتملأ الفراغ وتقدم نفسها كوسيط لحل النزاع على حد تعبيره.
وشدد الجورشي على ضرورة أن يجيد الفلسطينيون والعرب الآن الاستفادة من القرار الخاطئ للرئيس الأمركي وتوظيفه لصالح القضية.