نفذ الاتحاد العام التونسي للشغل مع عدد من الحساسيات المدنية و السياسية بعد ظهر اليوم الجمعة، مسيرة جماهيرية من امام بطحاء محمد علي بالعاصمة تندد بقرار الرئيس الامريكي دونالد ترامب اعتبار القدس عاصمة لاسرائيل و نقل سفارة بلاده اليها .
وشارك في المسيرة التي جابت شارع الحبيب بورقيبة الى غاية ساحة الشهيد شكري بلعيد الالاف من المواطنين و الناشطين السياسيين و ممثلي الاحزاب و النقابات الجهوية والشخصيات الوطنية.
و رافق الجماهير المحتشدة طيلة المسيرة حضور امني مكثف، بالاضافة الى حضور لجان تنظيم تابعة للاتحاد العام التونسي للشغل قامت بتنظيم المتظاهرين وحركة سيرهم .
وأكد الامين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل محمد علي البوغديري لوكالة تونس افريقيا للانباء ان مسيرة اليوم هي دلالة على ان القضية الفلسطينية مازالت حية في وجدان التونسيين ، قائلا ان الاتحاد يثبت في كل مرة وقوفه الى الى جانب قضايا التحرر العالمية و مناصرته للقضايا الكونية العادلة.
وقال في تعليق على قرار ترامب “انه نتيجة طبيعية لحالة الخنوع العربي التي وصلت الى مرحلة لم يسبق لها مثيل”، داعيا كل القوى الحية الى مواصلة حركات الاحتجاج من اجل الضغط على الحكومات العربية لاتخاذ موقف لصالح القضية.
ومن جانبه اضاف عبد الرحمان الهذيلي الرئيس السابق للمنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية ان قضية القدس قضية مركزية وقرار ترامب ستكون له تداعيات خطيرة على المنطقة ، مشيرا الى ان حالة الوهن العربي و الانقسام الاديولوجي و الحروب الاهلية أعطت الذريعة لترامب ان يعبث بالقضية الفلسطينية و يحول مسارها لصالح اسرائيل حليفته العقائدية و الاستراتيجية وفق تعبيره.
واعتبر ان مسيرة اليوم هي ترجمة للضمير التونسي الحي الذي يقف الى جانب القضايا العادلة مشددا على اهمية الموقف التونسي في شخص رئيس الجمهورية الذي دعا السفير الامريكي صباح اليوم لابلاغه رفض تونس قرار الولايات المتحدة بنقل سفارتها الى القدس
ودعا الامين العام لحركة الشعب زهير المغزاوي الى ضرورة العمل على سن قانون يجرم التطبيع ، مشيرا الى ان الانظمة الخليجية ساهمت في بيع القضية الفلسطينية على حد وصفه، و انها تآمرت مع الصهاينة من اجل القضاء على اي نفس نضالي في المنطقة.
وابدى استغرابه من الصمت الرسمي العربي و من اكتفائه بمجرد بيانات جافة على حد تعبيره ، قائلا “ان التاريخ سيروي يوما ما خيانات العرب لقضيتهم المركزية و عمالتهم للامبريالية العالمية من اجل المحافظة على السلطة”.
من جهته دعا احمد الكحلاوي رئيس الهيئة الوطنية لدعم المقاومة العربية و مناهضة التطبيع ان جامعة الدول العربية في الوقت الذي كان فيه من الضروري الوقوف الى جانب القضية الفلسطينية ذهبت الى تصنيف المقاومة و حزب الله اللبناني منظمة ارهابية ، مشيرا الى ان ام العلل في المنطقة هي الجامعة العربية التي اصبحت تخدم مصالح اسرائيل اكثر من مصالح الامة العربية.
جدير بالذكر ان مسيرة اليوم شارك فيها كل من الاتحاد العام التونسي للشغل و المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية و الاجتماعية و الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان و الهيئة الوطنية للمحامين و الجمعية الوطنية للمحامين الشبان وعدد من الاحزاب السياسية .
و قد تم حرق العلم الاسرائيلي بالاضافة الى وجود دعوات بطرد السفير الامريكي من تونس و غلق السفارة نهائيا