ينجز مجمع التنمية الفلاحية بواحة ميداس من ولاية توزر، لأول مرة، مشروعا لحماية كاملة للواحة من أخطار الخزير الوحشي، وذلك في إطار مشروع التصرف المستدام في المنظومات الواحية الذي تشرف على تنفيذه وزارة الشؤون المحلية والبيئة بتمويل من البنك الدولي.
وفي الصدد، أفاد منسق مشروع التصرف المستدام بواحة ميداس، صبري الرحيلي، مراسلة (وات) بالجهة أنه يتم لأول مرة تركيز أعمدة وانجاز سياج على طول 3,5 كلم لتوفير حماية كاملة للواحة من الخنزير الذي يمثل التهديد الأول لفلاحي المنطقة بسبب ما يلحقه من أضرار واتلاف للغراسات الأرضية المتمثلة في الخضروات والزراعات العلفية، موضحا أن الأشغال انطلقت منذ نحو أسبوعين لتتواصل خلال الأسابيع القادمة.
ومن المؤمل أن تكون نتائج المشروع باهرة، وفق تعبير الرحيلي، حيث ستساهم في الحد من أضرار الخنزير وتشجع الفلاح على القيام بغراسة الخضروات والأعلاف في إطار غراسة الطوابق بالواحات، مشيرا إلى أن وحدة التصرف المركزية في مشروع التصرف المستدام في المنظومات الواحية بتونس كانت زارت نهاية الأسبوع المنقضي واحة ميداس واطلعت على سير جملة من المشاريع من بينها حماية الواحة من الخنزير باعتباره أولوية وتم اقتراحه من طرف فلاحي المنطقة.
وأوضح أن وحدة التصرف في المشروع عاينت تقدم تنفيذ مجموعة من المشاريع التي تم إنجازها عن طريق الهياكل المحلية ومجمع التنمية الفلاحية والجمعيات التنموية على غرار مشروع المداواة المندمجة للأمراض الذي مكّن من تحسين إنتاجية أشجار البرتقال بواحة ميداس التي يعرف عنها انتاجها لأصناف مختلفة منه وكذلك تجهيز البئر الجديدة بما يساهم في تحسين الري لفائدة الواحة وتجميل القرية وإنجاز مدرسة بيئية نموذجية بقرية ميداس.
وأضاف أنه تمت مناقشة المشاريع المبرمجة لسنة 2018 وتهدف الى تحسين مردودية الواحة باقتراح احداث خزان مائي للري وإنجاز قنوات لربط البئر الجديدة بالواحة واعتماد الطاقة الشمسية للري وكذلك مشاريع مدرة للدخل لفائدة النساء في مجال الصناعات التقليدية وللشباب في مجال تثمين مخلفات الواحة الى جانب تحسين وتهيئة المسلك السياحي بالقرية القديمة.
هذا وتعد واحة ميداس الى جانب واحتي الشبيكة وتمغزة في ولاية توزر من بين الواحات النموذجية التي اختارها مشروع التصرف المستدام في المنظومات الواحية بتونس وينجز ما بين 2014 و2019 بتمويل من البنك الدولي عن طريق صندوق البيئة العالمي وشهدت فيه الواحات المعنية مجموعة من المشاريع لحماية الواحات وزيادة انتجايتها وتثمين المخزون السياحي بالواحات الجبلية.