دعا رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي إلى توحيد المواقف والبناء على الزخم الدولي الواسع الرافض لإعلان الإدارة الأمريكية الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها إليها، ووضع التصوّرات العملية لتطويق تداعياته، أوّلا وبالأساس على القدس، باعتبار رمزيتها ومكانتها المحورية في قضية السّلام، وعلى حقوق الشّعب الفلسطيني والأمّتين العربية والإسلامية.
وأكد قايد السبسي، في كلمة ألقاها نيابة عنه وزير الشؤون الخارجية خميس الجهيناوي، اليوم الاربعاء، في أشغال القمّة الطارئة لمنظمة التعاون الاسلامي التي تحتضنها مدينة اسطنبول التركية، إلى تكثيف التحرّكات في المحافل الدّولية، وفي مقدّمتها مجلس الأمن الدولي والمؤسّسات الأممية لتحمّل مسؤولياتها في فرض احترام قراراتها ومنع أيّ مساس بالوضع القانوني والتاريخي للقدس، والحيلولة دون استغلال الإعلان الأمريكي من قبل إسرائيل لفرض سياسة الأمر الواقع، وإلزامها باحترام قرارات الشرعية الدّولية، والانصياع لإرادة السلام.
واعتبر أن إعلان الإدارة الأمريكية، التي تمثّل أحد الأطراف الرئيسية الراعية للعملية السلمية ومفاوضات السلام، الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها إليها، لا يمثّل فقط تخلّيا عن مسؤوليتها ودورها المفترض وانتهاكا صارخا لقرارات الشرعية الدولية وانحيازا واضحا لإسرائيل واستباقا لمفاوضات الحلّ النهائي، بل يعطي مسوّغا لإسرائيل لشرعنة احتلالها للأراضي الفلسطينية وخاصّة القدس والتّمادي في الاستهتار بالقرارات الأممية وبإرادة السلام، والإمعان في ممارساتها العدوانية، وتنفيذ مخطّطاتها الرامية إلى القضاء على أيّ أمل في تحقيق السلام المنشود، وهو أمر مرفوض ومدان.
وأضاف قوله “إن خطورة هذا القرار تكمن أيضا في استفزاز مشاعر الأمّتين العربية والإسلامية، ودفع المنطقة نحو المزيد من التوتّر والاحتقان والعنف، علاوة على تعميق الشعور بالاحباط وانعدام الثقة واستغلال هذا القرار من قبل قوى الإرهاب والتطرف لاستهداف أمن كافة بلداننا واستقرارها”.
وجدد الـتأكيد على موقف تونس الثابت الداعم للقضية الفلسطينية، وإدانتها لكلّ الإجراءات المتعارضة مع الشرعية الدولية، وكل أشكال الاعتداءات الإسرائيلية الممنهجة على الشعب الفلسطيني وانتهاكاتها في القدس، معربا عن الثقة في قدرة الأمة الإسلامية في الدّفع لبلورة موقف دولي حازم وفاعل للتصدّي لهذه الإجراءات وتداعياتها، والحفاظ على مسار الشرعية الدولية.
يشار إلى أن وزير الشؤون الخارجية خميس الجهيناوي يشارك في أشغال القمّة الطارئة لمنظمة التعاون الاسلامي التي تحتضنها مدينة اسطنبول التركية اليوم الاربعاء، بصفته ممثلا لرئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي، لبحث تطورات الوضع في منطقة الشرق الأوسط، بعد إعلان الرئيس الأمريكي قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة بلاده إليها.
وتبحث القمّة التحرّكات الممكنة لتطويق التداعيات الخطيرة لهذا القرار، والنّظر فيما يمكن اتّخاذه من إجراءات للحيلولة دون المساس بالوضع القانوني والتاريخي لمدينة القدس، وتمكين الشعب الفلسطيني من استرداد حقوقه الوطنية كاملة وخاصة حقه في إقامة دولته المستقلة على أرضه وعاصمتها القدس الشريف.