إنّه برنامج جميل جدا اختارت “فيفو إنرجي تونس” أن تكشف عن خفاياه في المدرسة الابتدائية “الحرّيّة” بأريانة.
يعد برنامج “1000 كلمة وكلمة”، التي تم تطويره بالشراكة مع وزارة التربية، جزءا لا يتجزأ من برامج المسؤولية الاجتماعية لشركة “فيفو إنرجي تونس”. وقد أطلق عليه اسم “1000 كلمة وكلمة” في إشارة خفيّة إلى مجموعة الحكايات الشعبية الشهيرة “ألف ليلة وليلة”. إذ يهدف إلى ترغيب تلاميذ المدارس الابتدائية في المطالعة، وبالتالي، تمكينهم من الحصول على المهارات والمعارف التي تعدّهم لمستقبل أفضل.
ويتمثّل “1000 كلمة وكلمة” في بعث فضاء مخصّص للمطالعة صلب المدارس الابتدائية، وتنفيذ برنامج يتكوّن من عشر حصص مخصصة للمطالعة بمختلف أشكالها، وذلك من خلال إحداث ناد ترفيهي يشرف عليه مدرّس مكوّن لهذا الغرض.
وتنقسم كل حصّة إلى أربع وحدات تدوم كل واحدة منها 30 دقيقة، تجمع بين تبادل تجارب المطالعة، والنقاشات حول الكتب، واكتشاف مفاهيم جديدة، وتطوير الخيال. وتخصص الحصص الأخيرة لتدريب التلاميذ على إنتاج قصص، إذ أنّه في استمرارية المطالعة، يمكن للتلاميذ أن يصبحوا كتّابا مبدعين
تشمل العينة النموذجية ل”1000 كلمة وكلمة” 25 مدرسة ابتدائية موزّعة على جميع أنحاء البلاد، بمعدّل مدرسة على الأقل، في كل ولاية.
وفي كل مدرسة من المدارس المختارة، تم تخصيص قاعة،أُسندت بشكل حصري، للمطالعة. وتجدر الإشارة إلى أنه تم إيلاء عناية خاصة لتزويق هذه الفضاءات. إذ أنّه سيتم تهيئة النادي بطريقة فريدة من نوعها، باعتماد منصات خشبية للجلوس وللرّفوف: فلا وجود لطاولات ولا لمقاعد الأقسام! والهدف، هنا، ذو شقين: إعطاء جانب لامدرسي للمطالعة، والتبيان للتلاميذ أنه يمكن خلق أشياء مفيدة ، من خلال رسكلة أشياء بسيطة.
وينمّق هذا الفضاء مجموعة من الكتب في ثلاث لغات: العربية والفرنسية والانقليزية ، توفّرها “دار اليمامة للنشر والتوزيع”. كما تتماشى هذه الكتب مع جميع مستويات التعليم الابتدائي،. ،
ووفاء منها لأسلوب عملها، أشركت “فيفو إنرجي تونس”، ضمن فريق العمل، معلّمة ومستشارة بيداغوجية، تتمتّعان بتجربة طويلة في مجال المطالعة، وبخبرة بيداغوجية كبيرة؛ فالهدف من خلال ذلك هوتيسيرعمل المدرّسين، وتوفير كل فرص النجاح لهذا البرنامج!
وقد تم إعطاء اشارة انطلاق برنامج “1000 كلمة وكلمة”، يوم الثلاثاء الماضي (12 ديسمبر)، من خلال دورة تكوينية لمعلّمين جاؤوا من جميع أنحاء البلاد، بحضور العديد من ممثلي وزارة التربية. وهو ما يعكس الأهمية التي تحظى بها المطالعة، التي تعتبرأولوية في المنظومة التربوية.
وفي نهاية الحصة التكوينية، عاد المعلّمون ومديرو المدارس إلى ولاياتهم المختلفة، بمجموعة من الوسائل البيداغوجية، بما في ذلك “دليل المعلم”، وجدول لمتابعة تبادل الكتب ودفترين صمّما خصيصا للتلاميذ: بإمكان التلميذ أن يدوّن في الدفتر الأوّل الذي سمّي “دفتري”، ملاحظاته حول مطالعاته، وكذلك ملخصات الكتب التي طالعها. أما الدفتر الثاني، الذي سمّي “كلماتي”، فسيكون رفيقا حقيقيا للطفل في مطالعاته، حتى ما بعد برنامج “1000 كلمة وكلمة”. ذلك أنه سوف يكون قادرا على تضمينه كل المفردات الجديدة، وكلّ التعبيرات والعبارات التي يكون قد تعلّمها طوال فترة دراسته.
واستمرارا لهذا البرنامج، فإن فيفو إنرجي تونس منكبة على إحداث موقع تفاعلي www.1000kelmawkelma.tn مخصص للمسابقة الوطنية حول كتابة الكتب.
وسوف يكون بإمكان جميع الأطفال التونسيين، سواء كانوا منتمين الى البرنامج أم لا، المشاركة بإبداعاتهم الأدبية، كما يمكنهم الفوز بالعديد من الجوائز!
وإثر تقديم البرنامج، أكد السيد محمد الشّعبوني، التزام “فيفو إنرجي تونس” بشراكتها المتجددة مع وزارة التربية. فبعد نجاح تجربة “سلامتي على الطريق”، وهو برنامج التربية المرورية، الذي تم تنفيذه في أكثر من 400 مدرسة ابتدائية في جميع أنحاء الجمهورية، و”نوفّرو قطره باش نبنيو غدوه”، وهو برنامج تهيئة مدارس ابتدائية من خلال اقتصاد الطّاقة، فإنّنا اليوم، سعداء بإطلاق تعاون حول موضوع عزيز جدا بالنسبة إلينا، ألا وهو المطالعة”.
وأضاف قائلا: “إنّنا، في “فيفو إنرجي”، نضع طاقتنا في خدمة مستقبل أفريقيا، وإنّنا نستثمر في الأطفال، لأنهم هم الذين سيصنعون مستقبل تونس! ”
ومن جهته، صرّح السيد كمال الحجّام، المدير العام للمرحلة الابتدائية في وزارة التربية، قائلا: “لقد مكّننا تعاوننا مع “فيفو إنرجي تونس”، المؤسسة المواطنة، من مضاعفة برامج تنشيط الحياة المدرسية للتلاميذ؛ وهو ما من شأنه أن يساهم في نموّهم، وتطوير مهاراتهم حتى خارج المدرسة ”
ويمكننا أن نختم بمقولة الكاتب الإيطالي، أمبرتو إيكو: “إن من لا يقرأ، يبلغ سن السبعين عاما، وهو لم يعش إلا حياة واحدة : هي حياته؛ أما من يقرأ فكأنّه قد عاش خمسة آلاف عام، على الأقل”. إن برنامج “1000 كلمة وكلمة” يطمح الى أن يجعل أطفالنا يعيشون أكثر من 1000 حياة وحياة!