“بعد فوز ياسين العياري .. هل تغيرت المعطيات بين النهضة والنداء؟” و”بعد الهزيمة النكراء لمرشحهما في الانتخابات التشريعية الجزئية بألمانيا .. الصندوق يزلزل التحالف الندائي النهضوي” و “موت الاحزاب في تونس؟” و”في اطار الحرب على الاكياس البلاستيكية .. التجارة الموازية للاكياس البلاستيكية أكبر خطر يهدد البيئة؟” و”حذار انها توشك أن تتحول الى سبع عجاف”، مثلت أبرز العناوين التي تصدرت الصفحات الاولى للجرائد التونسية الصادرة اليوم الثلاثاء.
اعتبرت جريدة (الصريح) في مقال بصفحتها الثالثة، أن فوز ياسين العياري بمقعد ألمانيا مثل تحولا كبيرا وتغييرا في المعطيات على عدة أوجه منها أن هذا الفوز كان من نصيب شخصية تقدمت بشكل مستقل وهو ما يعكس فشل كل الاحزاب في استقطاب قواعدها بما في ذلك الحزبان الكبيران النهضة والنداء مضيفة أن الامر الاخر المهم يتعلق بنسبة المشاركة في هذه الانتخابات والتي كانت هزيلة جدا ولم تتجاوز نسبة 5 بالمائة الا بقليل وهو ما يعني أننا تجاوزنا التخوف من المقاطعة الى المقاطعة الفعلية.
وفي سياق متصل رأت (المغرب) في افتتاحيتها اليوم، أنه اتضح بالكاشف أن التوافق “الندائي النهضوي لا يوجد الا عند القيادات المركزية وأن القيادات الوسطى والجهوية والمحلية لا تعير له أي وزن وأن القواعد الانتخابية للحزبين لا تلتزم به مطلقا وذلك لسبب بسيط لانها تنتتمي الى سوسيولوجيا انتخابية مختلفة تماما مشيرة الى أن الناخب النهضوي القاعدي لا ولن يصوت لمرشح ندائي ولو جاءته تعليمات من قيادته المركزية والعكس بالعكس وقد لمسنا هذا على مستوى وطني في الانتخابات الرئاسية في 2014 وفي هذه الانتخابات الجزئية أيضا وهذا يعني أن كل استراتيجية توافقية انتخابية مستقبلية سيكون أيضا مالها الفشل.
وأضافت أن هذا يصيب في مقتل بعض السيناريوهات الفلكلورية القائمة على “التوريث الديمقراطي” أي أن القواعد الانتخابية النهضوية لن تصوت لمرشح نداء تونس في الرئاسيات لا في سنة 2019 ولا 2024 ولا 2029 وسواء كان هذا المرشح الباجي قائد السبسي نفسه أو نجله المدير التنفيذي الحالي لنداء تونس.
ولاحظت (الشروق) في مقال لها، أن الظاهرة الحزبية التونسية تشكل حالة خاصة في عجزها كما في ضعفها التاريخي والبنيوي وفي أسلوبها القائم على الانتهازية في القيادة وفي انعدام العمل السياسي الخلاق وعجزها الكبير عن صياغة لغة سياسية قادرة على مخاطبة قواعد اجتماعية داعمة لها مشيرة الى أن نسبة التصويت في الانتخابات التشريعية بألمانيا لم تكن الا الاشارة الاخيرة التي جاءت لتؤكد “الفشل الصميمي” للحياة السياسية والمنظومة الحزبية العرجاء بتونس والتي ثبت بالكاد اليوم أنها تعاني من اعتلال واضح واختلال فاضح في قلة جماهيريتها سواء منها الحاكمة والمعارضة على حد سواء كنتاج لغياب برامج ورؤى سياسية ملهمة تستقطب اهتمامات الشعب واماله في التأسيس لواقع سياسي جديد أفضل واكثر تطورا على نحو يستوعب امال ومصالح شرائح اجتماعية واسعة، وفق ما ورد بالصحيفة.
ورأت (الصباح) في افتتاحيتها، أن تكاليف الانتخابات الجزئية في ألمانيا أضافت مزيدا من الاعباء على البلاد وانتهت بخيبة جديدة لنداء تونس الذي يخسر مقعد ألمانيا ويتراجع موقعه مجددا في مجلس نواب الشعب مشيرة الى أن الاعباء لا تتوقف عند هذا الحد بل ان التشتت والانقسام الذي يسود المشهد ونحن نسجل التنافس الحاصل بين أكثر من عشرين حزبا للحصول على مقعد ألمانيا يؤكد أننا ازاء تحالف مغشوش شعاره الوحدة الوطنية ولكن أهدافه أبعد ما تكون عن ذلك، وفق تقدير الصحيفة.
وتطرقت (الصحافة) في ورقة خاصة، الى الارقام والمؤشرات المفزعة لحجم التجارة الموازية في قطاع الاكياس التي قدرت نسبتها 80 بالمائة متأتية خاصة من الجزائر وهو ما أدى الى ارباك نشاط المؤسسات العاملة في صناعة الاكياس والتي يفوق عددها 120 مؤسسة منها 100 مؤسسة حديثة النشأة اضافة الى الحديث عن صفقة مشبوهة لاكياس البلاستيك تم تزويد بعض الفضاءات التجارية الكبرى بها مما أثار اغستياء عديد الاطراف المتداخلة في هذا الشأن التي تساءلت عن جدوى الغاء صنع الاكياس بتونس في حين يتم استيرادها كما أن المواطن الذي كان سابقا يأخذ الاكياس اصبح اليوم مضطرا لشرائها بمقابل مادي.
وأضافت أنه يبدو أن مشروع منع الاكياس البلاستيكية سيرافقه برنامج دعم وتأهيل المؤسسات الصناعية والبحث والتجديد وخاصة تشجيعهم على صنع أكياس قابلة للتحلل في الطبيعة بهدف حماية البيئة ولكن يبقى الاشكال الكبير المطروح اليوم هو البحث في السبل الكفيلة التي ستمكن من القطع نهائيا من التجارة الموازية للاكياس والتي باتت تغزو عديد القطاعات والتي لا تتماشى والمواصفات المطلوبة على حد تعبير عديد الاطراف المتدخلة في القطاع.