قرّرت حركة نداء تونس تأجيل اجتماع هياكلها المزمع عقده يومي 23 و24 ديسمبر الحالي إلى يومي 6 و7 جانفي القادم، و”ذلك لمزيد التشاور والتفاعل وتعميق النقاش حول القضايا الوطنية والحزبية والمراجعات والإصلاحات المطلوبة”.
وفي هذا الصدد قال الناطق الرسمي باسم الحزب منجي الحرباوي، في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء (وات) اليوم الخميس، إن المراجعات ستكون عميقة وجريئة وستشمل الخط السياسي العام للحركة بصفة عامة وليس العلاقات السياسية ببعض الأحزاب والشركاء في الحكم.
وأوضح أنّ تقييم المرحلة وتحديدا منذ سنة 2014، تاريخ الفوز بالانتخابات التشريعية، يتطلب المزيد من الوقت للتروي في التقييم وأخذ قرارات منبثقة عن تقييمات موضوعية وجدية لعدة مسائل، من بينها مستقبل العلاقة مع حركة النهضة، كما صرح بذلك قياديون من النداء، ومع غيرها من الأحزاب الحليفة والشريكة في الحكم.
ولفت إلى أنّ قرار التأجيل لا علاقة له بحركة النهضة وبالتوضيحات التي قدّمها عدد من قيادييها، مشيرا إلى أنّ عدة اجتماعات ستعقد في الغرض قبل اجتماع الهياكل الذي ستكون قراراته مصيرية ومبنية على تقييمات موضوعية.
وكانت حركة نداء تونس أصدرت بيانا عقب صدور النتائج الاولية للانتخابات التشريعية الجزئية بدائرة المانيا، أكدت فيه أنها ستقوم بالمراجعات الشجاعة والضرورية في علاقتها مع بعض الأطراف السياسية وتفوض لاجتماع هياكلها المزمع عقده يومي 23 و24 ديسمبر الجاري اتخاذ القرارات المناسبة في الغرض.
وقبل ذلك كان المكلف بالشؤون السياسية بحركة نداء تونس، برهان بسيس، اعتبر في تعليقه على خسارة مرشح نداء تونس في الانتخابات التشريعية الجزئية بألمانيا أمام المرشح عن قائمة أمل ياسين العياري أنّ حزبه كان ضحية التوافق الحاصل مع حركة النهضة، مشيرا إلى أن الأصوات التي انتخبت العياري هي، في جزء مهم منها، أصوات لقواعد نهضاوية. وقال إنّ النداء “سيطرح العلاقة بين الحزبين مجددا على طاولة الدرس”.
من جانبه قال رئيس المكتب السياسي لحركة النهضة نورالدين العرباوي إن مستقبل التوافق بين حركتي النهضة والنداء هو “خيار وطني استراتيجي وليس خيار أشخاص أو أحزاب”، مبينا أن هذا الخيار قادر على استيعاب كافة الإشكاليات والصعوبات التي من بينها التصريحات الأخيرة لقياديين بنداء تونس حول مراجعة العلاقة بين الحزبين.
وبين في تصريح لـ(وات) أنّ حزب نداء تونس هو حزب شريك وصديق لحركة النهضة وما صدر عن قيادييه من تصريحات شأن داخلي لا يستدعي من الحركة التدخل.
وفي بيان لها عبّرت حركة النهضة عن انشغالها من محاولة بعض الأطراف التي اقترن اسمها بالاستبداد والفساد، تسميم الأجواء السياسية والتشويش على المسار وتكريس منطق الاحتقان والاستقطاب وتقسيم التونسيين.
وجددت حرصها المتواصل على بذل قصارى الجهد لتنقية المناخ السياسي في البلاد بما يدعم مقومات الاستقرار ويخلق شروط النمو ويدعم الحكومة ومؤسسات الدولة للقيام بأدوارها في هذه المرحلة الدقيقة، التي يتوجب على الجميع تغليب منطق الوحدة الوطنية والمصلحة العليا للبلاد على المصالح الحزبية الضيقة.