“سيناريوهات العلاقة بين النداء والنهضة .. تزويق الخلافات وادارتها لتجنب القطيعة الكلية” و”بين مخاطر التسرع ومخاوف التعطيل .. هل من الممكن المصادقة على مجلة الجماعات المحلية قبل الاستحقاق البلدي” و”قال انه يعقد اجتماعا حاسما قريبا .. أي خيار أمام نداء تونس؟” و”البرلمان خطوة نحو تجريم التطبيع” و”التوافق المغشوش والمصالح المشتركة”، مثلت أبرز العناوين التي تصدرت الصفحات الاولى للجرائد التونسية الصادرة اليوم الجمعة.
أشارت جريدة (المغرب) في مقال بصفحتها الرابعة، الى أن الامور هدأت قليلا في أروقة مقر نداء تونس وكواليسها بعد صدمة نتائج الانتخابات الجزئية بألمانيا التي خسرها الحزب ليتضح المشهد وما يتطلبه من فرضيات يبحث قادة الحركة عن أفضلها في ظل تناقضات عديدة أبرزها غضب القاعدة الانتخابية ان استمر التحالف واستحالة الحكم دون النهضة ان قطعت العلاقة.
وأضافت أنه مع حلول اليوم الخامس لصدور نتائج الانتخابات الجزئية بألمانيا انخفض منسوب التوتر في الخطابات الرسمية لحركتي نداء تونس والنهضة فمن اتهامات بالخيانة والتلويح بمراجعة العلاقة برمتها الى الاقتصار على القول بمراجعة صيغ العلاقة معتبرة أن ذلك يعد تطورا في الخطاب يعكس استقالة قادة الحزب “تخميرة” غضب اجتاحتهم عقب النتائج التي أربكتهم وولدت هواجس الفشل الانتخابي في الاستحقاقات القادمة بعد أن كانت نشوة الانتصار تهيمن على عقلية القادة في الحركتين ذات الثقل وخاصة حركة نداء تونس التي تبنى قادتها في بيان رسمي خطابا تصعيديا يعلن امكانية القطيعة مع حركة النهضة.
وتساءلت (الشروق) في ورقة خاصة، عن الخيارات المطروحة أمام الجزب الاغلبي نداء تونس في علاقة بمستقبل توافقه مع حركة النهضة الذي أسست له الضرورة التي فرضتها الانتخابات التشريعية الاخيرة حين منحت لحركة النهضة عددا من المقاعد أجبر النداء على التعامل معها مشيرة الى أن النقاشات التي سبقت تكوين حكومة التوافق بين النهضة والنداء اختبارا حقيقيا لامكانية التحالف مع أطراف أخرى حينها والابتعاد عن حتمية التحالف مع النهضة حيث فشل الحزب الاغلبي في الحصول أغلبية برلمانية دون الالتجاء للخصم الذي تحول الى حليف بحكم تلك الضرورة.
واعتبرت أنه من المهم أن نذكر هنا بأن الجبهة الشعبية رفضت الالتحاق بالحكم فيما ربطت حركة آفاق تونس مشاركتها بمشاركة حركة النهضة وهو ما جعل نداء تونس يرضخ للامر الواقع أي التحالف مع الحركة لايجاد أغلبية برلمانية أولا وثانيا لاتقاء “شرها” فهي فازت باكثر من ثلث نواب البرلمان مضيفة أنه يمكن أن نعتبر أن الاجابة عن السؤال الاساسي اليوم هو هل تغير ذلك المشهد؟ وهل نداء تونس قادر على تجميع أغلبية برلمانية تمكنه من اخراج حركة النهضة من الحكم؟.
ورأت (الصحافة) في افتتاحيتها اليوم، أن خطوة ادراج مشروع القانون المذكور ضمن الجلسات القادمة لا يعد فقط استجابة لعريضة نيابية وان كانت هادمة ومحترمة بل هو في العمق استجابة لادارة شعبية عامة عبرت عن نفسها بصوت عال في الشارع التونسي خلال تلك المسيرات الكبرى في كل ولايات الجمهورية بعد القرار “الفضيحة” للرئيس الامريكي دونالد ترامب مبرزة أنه ليس لتونس المتجذرة في عمق القضايا العربية والداعمة تاريخيا لحق الفلسطينيين في القدس وفي كامل التراب الوطني الفلسطيني الا اتخاذ القرارات التي تنسجم مع قناعاتها المبدئية ومع مصلحة الشعب الفلسطيني الذي تعبر عنه هياكله الشرعية بقيادة السلطة الفلسطينية.
وبينت أننا نتحدث اليوم عن مرحلة لا بد أن تتعدل فيها ساعة الديبلوماسية التونسية على ساعة الثوابت القومية وعلى ايقاع الحقائق الميدانية التي كشفت التداخل الشبكي بين المؤامرة الدولية والهجمة الداعشية والارهاب الصهيوني والتي عرت هذا الاخطبوط المضاد للسيادة والحقت به هزيمة نكراء، وفق ما ورد بالصحيفة.
ووصفت (الصباح) في افتتاحيتها، البيانات والبيانات المضادة الصادرة عن حركتي نداء تونس والنهضة اثر الفشل الذريع الذي وسم الانتخابات الجزئية بدائرة ألمانيا يجوز القول أنها لا تعدو أن تكون سوى زوبعة في فنجان حيث أن نداء تونس الجريح بعد “موقعة ألمانيا” التي ضربته في مقتل وهو الذي يعد العدة لخوض انتخابات بلدية يروج أنه سيكون الفائز الاول فيها اعتبر أن شريكه في الحكم قد خذله فسارع المدير التنفيذي للحزب الى الاعلان في بيان رسمي أن حزبه سيقوم بالمراجعات الشجاعة والضرورية في علاقة ببعض الاطراف السياسية موكلا للهياكل اتخاذ القرارات المناسبة في اجتماع نهاية الاسبوع قبل أن يقرر أمس تأخير الاجتماع الى مطلع العام القادم.
واعتبرت أن الحزبين على قناعة تامة بأن توافقهما ظرفي فرضته طبيعة المرحلة وواقع المنطقة والتغيرات الحاصلة دوليا وأن ما يجمعهما لا يعدو أن يكون غير مصالح مشتركة ساهم رئيس الدولة بمعية رئيس حركة النهضة في وضع آليات التصرف فيها وظلا المحركين الاساسيين لخيوطها أما اليوم ورغم تعدد التوصيفات لمفهوم التوافق انطلاقا من مواقع الواصفين اذ يعتبره البعض مغشوشا ويراه البعض الاخر توافقا مع الدولة التونسية فان مصلحة الطرفين تحول دون فك الارتباط ذلك أن فك الارتباط قبل انتخابات 2019 يمثل السيناريو الاسوا للطرفين، وفق ما ورد بالصحيفة.