أكد وزير الشؤون الثقافية، محمد زين العابدين، اليوم الإثنين، عقب تحوله إلى قصر أولاد سلطان في ولاية تطاوين والذي انهارت منه عدة غرف وتداعت أركانه بسبب الأمطار الأخيرة، السعي إلى التسريع بترميمه وإصلاحه، اعتبارا لقيمته التاريخية والتي ترجع إلى أواخر القرن الخامس عشر ويعتبر من أفضل القصور التي تحتضن عديد التظاهرات والأنشطة الثقافية والزيارات السياحية بالجهة.
وقال الوزير في تصريح لمراسل “وات” في تطاوين إن وزارة الشؤون الثقافية “بصدد إعداد ملف لترشيح ترسيم القصور الصحراوية في اللائحة التمهيدية لليونسكو، لما لها من بعد حضاري وتاريخي متميز”.
وأكد أن الوزارة حريصة على بعث مركز للفنون الدرامية ومعهد للموسيقى في الجهة بالنظر إلى ما يكتسيه هذا المركز من دور تربوي وتأطيري للمبدعين في المنطقة. كما شدد على التسريع ببعث مركز للبحوث والدراسات في الثقافة الشفوية، تجسيما لمبدإ حفظ هذا التراث وإثراء الحياة الثقافية والبحثية.
كما أشار محمد زين العابدين بخصوص التأخير الحاصل في إنجاز المركزين المذكورين، إلى دور السلط والإدارات الجهوية في المتابعة واستحثاث إنجازهما في أقرب الآجال.
وقال بخصوص افتقار جهة تطاوين لمسرح للهواء الطلق “إن الوزارة تنتظر تخصيص قطعة أرض ملائمة حتى تنطلق الدراسات الخاصة بالمشروع، معتبرا أن الجهة جديرة به وبإنجاز مركز ثقافي كبير “يليق بغزارة تراث تطاوين وتنوع مبدعيها في كل المجالات الفنية”.
وكان وزير الثقافة زار معتمدية الصمار، حيث اطلع على نشاطات دار الثقافة المحدثة سنة 1984 والتي انتقلت إلى مقرها الجديد قبل عامين وتضم سبعة نواد وتنظم سنويا ست تظاهرات ثقافية، قبل أن يتحول إلى متحف الصمار الذي أحدثته جمعية صيانة القصور السهلية حيث عاين محتوياته، مقترحا على الناشطين في الحقل الثقافي إبرام اتفاقية تعاون وتمويل مع وزارة الإشراف.
واختتم محمد زين العابدين زيارته إلى تطاوين بالتحول إلى منطقة الشرشارة أو ما يعرف ب”سطح القمر”، لخصوصية تضاريسه وميزاته الطبيعية أين وقف على حالة القصر الجبلي بالمكان.
يذكر أن أعضاء الفرع الجامعي لنقابات الثقافة في الجهة نفذوا وقفة احتجاجية أمام المركب الثقافي الذي كان أعطى به الوزير إشارة انطلاق فعاليات الدورة الثانية والعشرين لمهرجان “عمر خلفت” الدولي للمسرح، رافعين بالمناسبة شعارات تنادي بعدم تهميش المؤسسات الثقافية بالجهة ومعربين عن تمسكهم بتفعيل مطالب رجالات الثقافة فيها. كما طالبوا وزير الشؤون الثقافية بإصدار القوانين الأساسية ذات الصلة وضبط الخطط الوظيفية بقانون.