ظل الموقع الأثري ابن رشيق بحمام الأنف الذي وقع اكتشافه بشكل عفوي على اثر أشغال تهيئة بالحي لإحداث تقسيم سكني “مجهولا ومهملا” رغم عراقته وقيمته التاريخية حسب ما أكده الباحث بالمعهد الوطني للتراث نزار بن سليمان.
ويقع المعلم الأثري المكتشف بحي ابن رشيق من جهة جبل بوقرنين وهو يعود إلى الفترة الرومانية المتأخرة أو الفترة الوندالية البيزنطية حسب ما رجح بن سليمان، الذي أكد أن أعمال الحفريات الأولى قام بها الباحث بالمعهد الوطني للتراث طاهر غالية افضت الى اكتشاف كنيسة بها حوض سداسي مخصص للتعميد.
وأوضح في هذا الصدد أن الاشكال الذي يبقى قائما يتمثل في أن اكتشاف المعلم لم ترافقه أشغال تسييج وذلك رغم تولي مصالح المعهد الوطني للتراث خلال شهر أوت 2014 لأشغال تنظيف وتهيئة في انتظار تسوية وضعيته العقارية باعتباره على ملك خواص ولم يتمكن المعهد من اقتنائها إلى حدّ الآن نظرا لوجود خلافات بين الورثة على حد قوله.
ودعا بن سليمان إلى تسييج هذا الموقع الاثري ضمانا لحمايته من أية انتهاكات ثم تثمينه بادراجه ضمن قائمة المواقع الأثرية بولاية بن عروس مبينا أنّ الموقع تعرض طيلة 15 سنة إلى الإهمال وأصبح مكانا لإلقاء القمامة وفضلات البناء والردم من قبل المتساكنين .
يذكر أن الوضعية الحالية للموقع محمية بحكم القانون بعد تحديد الموقع الأثري والمنطقة المحاذية له ويمنع إسناد رخص البناء حوله الا عقب الاستشارة الوجوبية للمعهد الوطني للتراث .
ويأمل بن سليمان في التوصل الى صيغة بين المعهد والسلطات المحلية أو الجمعيات الناشطة في المجال لتجاوز إشكال التسييج وإعادة التهيئة والقيام بما يلزم للتعريف بهذا المعلم واستغلاله كوجهة سياحية ثقافية بعد الانتهاء من وضع اللوحات التفسيرية في محيطه.