أطلق سكان حي “بني علي” في مدينة نفطة من ولاية توزر نداء استغاثة الى السلط المحلية والجهوية والإدارات الفنية للوصول الى حلّ فني ينقذ مساكنهم التي باتت مهدّدة بالسقوط بسبب ارتفاع معدلات الرطوبة ولحقتها أضرار كبيرة نظرا لتواصل مشكل مياه النزّ، منذ عقود من الزمن، فضلا عن احتمال وجود تسرّب من شبكة المياه الصالحة للشرب الأمر الذي أدى الى تفاقم المشكل.
وتكتسح الرطوبة قسما هاما من الحي حيث تنتشر في أزقته وبين جنباته وداخل المساكن وهي وضعية وصفها، عبد الله الكميتي، أحد السكان الوضع بالكارثية، مؤكّدا، في تصريح لمراسلة (وات) بالجهة، أنه الى جانب مشكل مياه النزّ (نظرا لوجود الحي بالقرب من الواحة) فإن احتمال وجود تسرب بات شبه ثابتا لوجود برك من المياه في الشوارع، مضيفا أن الاشكال أصبح واضحا للعيان منذ ما يناهز خمس سنوات، إلا أن السكان لم تعد لديهم طاقة تحمّل الرطوبة وخصوصا في فصل الشتاء.
وطالب السلط المعنية بضرورة المعاينة الميدانية للوقوف على حجم الاشكال الذي يهدّد سكان الحي ليس في مساكنهم فقط بل حياتهم كذلك للأضرار الكبيرة بالمنازل وتصدّع الجدران وسقوط أجزاء من الأسقف في نسبة هامة من المساكن حسب قوله.
وتجد إحدى القاطنات في الحي ، هناء الذيب، من ناحيتها، صعوبة في العيش بمنزلها رغم كونه مسكنا جديدا إذ أن عمليات التنظيف اليومية تحمل معها أكوام من الحجارة والاسمنت التي تآكلت بفعل الرطوبة، مشيرة الى أن آثار هذا الوضع انعكس كذلك على صحة السكان ليعاني أغلبهم من الأمراض الصدرية ومشاكل الجهاز التنفسي، بحسب تصريحها.
ولئن اختار عدد من السكان الصبر على الوضع، هجر البعض الآخر هجر مسكنه بعد تضرّره بشكل كامل والبحث عن سكن في مكان آخر آمن على غرار المولدي رزوقة، الذي قال إنّه قام ببناء منزله في تسعينات القرن الماضي وهجره منذ حوالي أربع سنوات بعدما أصبحت حياة أفراد عائلته في خطر وسقوط أجزاء من المنزل.
وبناء على مطالب سكان الحي، قامت، اليوم الأربعاء، الإدارات الفنية على غرار الديوان الوطني للتطهير والشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه بمعية بلدية نفطة ومعتمد المنطقة بمعاينة الحي والمساكن المتضررة لتشخيص الإشكال والتعرّف على أسبابه وستنتهي عملية التشخيص موفى الأسبوع الجاري ليتم بعدها اقتراح الحلول الفنّية لإيقاف المشكل ، حسب ما ذكره معتمد نفطة، الزين الرحموني، لمراسلة (وات).
وأضاف أن حي “بني علي” يعرف منذ زمن بعيد، بوجود مياه النزّ إلّا أن هنالك عوامل أخرى سيتم الكشف عنها من خلال التشخيص أدت الى تفاقم الظاهرة وارتفاع معدّل الرطوبة، مشيرا الى أن سكان الحي البالغ عددهم حوالي خمسة آلاف ساكن يعاني نسبة كبيرة منهم من هذا الاشكال الذي تمّت إثارته خلال الجلسة النهائية للميزانية التشاركية حيث كانت البلدية تعتزم تبليط أجزاء من الحي طالب ممثلون عن الحي بالتدخل أولا لإيجاد الحلول الفنية الكفيلة بالحد من وجود الرطوبة والنزّ.